عنان وخطته الفاشلة |
بغض النظر عن رأينا في خطابات مرسي الثلاثة التي القاها خلال يومين متتاليين وما اذا كانت تفي بتوقعاتنا منه من عدمه، فان اهم ما ذكره مرسي اليوم في احتفال تسلمه السلطة في جامعة القاهرة هو تعليقه للمرة الاولى عن المجازر التي تحدث في سوريا.
في الواقع فهو يستحق التحية لانه اول مسؤول مصري يتحدث عن ذلك صراحة ويطالب بوقف نزيف الدم السوري. حتى وان تكن مصر في ظروفها الحالية ليست قادرة على تقديم او عمل اي شيء الا انه ليس من المعقول اذا اخذنا علاقتنا التاريخية بالشعب السوري في الاعتبار، ان تستمر مصر في تجاهل الامر عملا بمبدأ عدم التدخل في شؤون الغير. فالشعب السوري ليس ملكا للاسد ورثه مع الضيعة من ابيه ويحق له ان يتصرف فيه كما يحلو له.
ان عمليات القتل اليومية في سوريا لهي امر غريب في عصرنا هذا فهي حرب بكافة الاسلحة من حاكم غير شرع ي ضد شعبه. ولا يبدو ان مؤتمر جنيف لن يسفرعن أي تقدم ملموس باتجاه وقف نزيف الدماء بسبب تعنت روسيا والصين واصرارهما على عدم التدخل مما يوفر مزيدا من الوقت لابادة الشعب السوري على بكرة ابيه على يد الطاغية وجيشه ومجرميه وشبيحته.
ان النقاش حول تحقيق مصالحة في سوريا تتيح للاسد البقاء في السلطة او حتى في البلاد هو امر لا يبدو معقولا ولا مقبولا ولا منطقيا. كيف يمكن للاسد ان يعيش بين مواطنيه وكيف يمكنه ان ينظر في عيونهم وفي كل منزل لاجرامه ضحية. لا يجب ان تقبل المعارضة أي عروض للمصالحة الا بعد رحيله. عندئذ يمكن تحقيق المصالحة بين ابناء الشعب لبناء سوريا جديدة.
يمكننا ان نتخيل مشاعر الصغار والكبار في سوريا في القرى وفي احياء المدن عندما يواجهون القتلة وسفاكي الدماء ويجدون انفسهم تحت رحمتهم يتصرفون في حياتهم كما يحلو لهم او السكان الفزعين عندما يصم اذانهم دوي المدفعية التي يمكن ان تسقط احدى قذائفها على حجرتهم لينتهي خوفهم الى الابد وتتناثر اشلائهم مع بقايا الاثاث. ولكن ابن الاسد وريث رجل ادمن سفك الدماء ويبدو ان جينات الاجرام التي ورثها من ابيه لا تترك امامه خيارا اخر سوى السير على درب والده.
ان مصر يجب ان تعمل قدر الامكان لتخفيف معاناة الشعب السوري ويجب ان تطالب برحيل الاسد ولو كانت حتى ستضطر الى استضافته هو ونسله الشيطاني في مصر لنوقف نزيف الدم السوري. وكلما كان ذلك مبكرا كان افضل. ان انقاذ حياة شخص واحد لهو جدير بان نبذل من اجله الكثير فما بالنا وهذا المجرم يودي بحياة العشرات واحيانا المئات كل يوم. ليس ابشع على الانسان من ان يشعر بانه مضطهد ومعرض للقتل في وطنه الذي ولد به والذي يعد احب بقاع الارض الى نفسه، ولكن يبدو ان مثل هذه المشاعر ليست موجودة في عالم الاسود.