قبل الحكم على مبارك بساعات لا يبدو ان احدا ينام في القاهرة في انتظار الحكم التاريخي على رئيس اكبر دولة عربية اطاح به شعبه. ومبارك متهم باصدار اوامر بقتل المتظاهرين الى جانب نجليه وكبار قادة الشرطة ومنهم وزير الداخلية السابق حبيب العادلي.
ولكن هل يمكن ان يصدر الحكم اليوم على مبارك؟. الامر لا يخرج عن احتمالين اما ان يصدر حكم مخفف يتراوح بين 7 الى 15 عاما لضعف الادلة وعدم تعاون الاجهزة الامنية، او ان يتم تأجيل النطق بالحكم الى ما بعد جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة على ان يكون هناك مبرر عقلاني لتأجيله خاصة ان القضية لم يحدث فيها أي مستجدات مؤخرا، وعلى الا يتجاوز التأجيل ثلاثة اسابيع قبل خروح المستشار احد رفعت القاضي المسؤول عن القضية الى المعاش.
من المؤكد انه لي من مصلحة الحملة الانتخابية لشفيق ان يحكم على مبارك الان. واذا جاء الحكم مخففا فسيكون ذلك مدعاة لاثارة سخط الناس على النظام واتباعه من الفلول وربما يؤدي الى اضطرابات شديدة قد تفضي الى الغاء الجولة الثانية من انتحابات الرئاسة. ولو جاء الحكم مشددا مثل الاعدام الذي يمكن تخفيفه في درجات التقاضي التالية، سيكون ايضا عامل تذكير للناس ببشاعة النظام الذي يسعى شفيق الى تمثيله في الحكم ومن ثم اثارة نفورهم منه. ولكن، وهذا سيناريو مستعبد، قد يحصل مبارك على حكم بالبراءة، وتحدث لكثيرين صدمة مفاجئة، مثلما كانت نتيجة الجولة الاولى من الانتخابات.
وفي الصراع الحالي على الرئاسة بين مرشح الاخوان وشفيق من المؤكد ان يكون للحكم تأثيره الكبير على سير العملية الانتخابية ورجحان كفة مرشح على الاخر. وفي كل الاحوال من المرجح ان يسعى خصم شفيق الى الاستفادة من الحكم سواء كان سلبيا او ايجابيا من وجهة نظر الشارع. ومن المرجح تفاديا لتأثير الحكم على حملة شفيق الذي يعد بصورة غير رسمية مرشح المجلس العسكري، ان يتم تأجيل النطق به ربما الى نهاية خدمة رفعت او تركه للقاضي التالي. ولكن الامر شبه المؤكد ان الحكم لن يصدر اليوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق