الصفحات

الجمعة، أبريل 27، 2012

خبـــر وخبــــر








هذا خبر متخيل من مدونة مهجورة يفترض انه منشور على الوكالة الفرنسية في 20 فبراير 2010 ونشر على المدونة بتاريخ  25 يناير 2009. الفارق في المحتوى بين هذا الخبر وخبر المصري اليوم ادناه ليس كبيرا وان لم اتوقع ان يكون مبارك والنظام كله مع عز في السجن. طبعا الاشارة وفاة ايمن نور في السجن ليست أمنية بل هي تعبير عن مخاوف حقيقية على سلامته وحياته في السجن.

http://maqlwashal.blogspot.com/2009/01/blog-post_25.html







وهذا الخبر الي نشره المصري اليوم في 18 فبراير 2012

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=328807

الخميس، أبريل 26، 2012

جولة شفيق الاخيرة وموقعة الجمل







يروى ان الكاتب الفرنسي الكسندر ديماس الاب قدم مسرحية حول الملكة السويدية كريستينا  الى احد مسارح باريس. وكريستينا (1626-1689) هي ملكة اثارت جدلا كبيرا في اوروبا لتخليها عن العرش ورفضها الزواج وتحولها من البروتستانتية الى الكاثوليكية والانشغال بالمسرح والفنون. غير ان ديماس عندما علم ان كاتبا اخر، قضى جانبا كبيرا من حياته يحاول الوصول الى المسرح قدم مسرحية بنفس الاسم الى نفس المسرح، بادر الى سحب مسرحيته بأريحية قائلا "دعوا صديقنا العجوز يجول جولته الاخيرة على المسرح قبل ان يرحل".

وربما كان الامر ينطبق على الفريق احمد شفيق الذي سمحت له لجنة انتخابات الرئاسة بالعودة الى السباق بعد طعن تقدم به. فالرجل فرصه في الفوز تكاد تكون معدومة ومن غير المرجح اطلاقا ان يصبح رئيسا لمصر ما بعد الثورة الا اذا حدث واحد من اثنين اما معجزة او تزوير سافر.

ولكن المعضلة في موضوع احمد شفيق ليس في حادث قبول طعنه ولا حيثياته بل في احترام سيادة القانون ومساواة الجميع امامه. وحتى لو كان القانون متعسفا الا انه يجب تطبيقه طالما ارتضينا صدوره. فمثلا القانون الذي يمنع المصري المتزوج من امرأة غير مصرية من الترشح للرئاسة والذي وضع خصيصا لعرقلة ترشيح احمد زويل هو قانون متعسف. ويمكن ان يقال نفس الشيء عن القانون الذي حال دون قبول ترشيح الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل للرئاسة، فالرجل لم تحصل امه على الجنسية عندما كان رضيعا لكي تغرس في نفسه حب العام سام، ولكنه القانون. وطالما قبلنا بالقانون فيجب ان نلتزم بحكمه. 

وجزء هام من احترام القانون يتمثل في عدم التلاعب به بتأخيره وتعطيله او تسريعه بحيث يتم تمرير احداث معينة وتفادي اخرى. ويبدو ان المجلس العسكري الذي يقيس الامور بعدة سنوات الى الامام على عكس القوى السياسية الاخرى كان يهدف بالوصول بشفيق الى هذه النهاية، ليجعل منه مخزونا استراتيجيا يمكن ان يلجأ اليه وقت الحاجة.

ولكن هل كان رد فعل القوى السياسية الاخرى على اعادة شفيق الى السباق سيصبح بنفس درجة الوهن والفتور لو كان قد تم قبول التماس عمر سليمان مثلا؟. مرة اخرى نجد ان القانون يتم تطبيقه بصورة انتقائية واستقبال تطبيقه  ايضا بصورة انتقائية. ومصر تقريبا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تتمثل كل كوارثها في عدم احترام القانون، والتي يمكن حل كل مشاكلها بالتطبيق العادل للقانون دون استثناء. والدول التي لا تحترم القانون لا تتقدم اطلاقا وحتى لو سارت بضعة أمتار فانها تعود الى الخلف أميالا في أي لحظة.

وكان يتعين الا يرشح احد ممن عمل مع مبارك نفسه لانتخابات الرئاسة ولكن احد المصائب الاخرى في مصر والتي تكاد تكون مناظرا لعدم احترام القانون هي انعدام الخجل والحياء. هناك حالة من البرود وانعدام الاحساس لدى كثير من المصريين غذاها نظام مبارك على مدى 30 عاما حتى اصبح البعض يأتون افعالا مخجلة ومشينة للغاية دون ان يشعروا بأي حال من الاحوال انها اشياء مستنكرة، لان هناك من هم اكثر منهم بلادة ممكن يشجعونهم عليها ويمنحوهم الاحساس بان هذا السلوك عادي جدا ومقبول تماما.

لقد أورد لنا خالد الذكر النائم في المركز الطبي تفاصيل مشينة للغاية حول قضية اضطرت امه ان ترفعها عليه امام المحاكم للحصول من مرتبه على ثلاثة جنيهات ونصف. أما شفيق فمن المرجح ان يورد لنا في مذكراته – لو صار رئيسا – انه كان في ليلة موقعة الجمل جالسا مع طنطاوي وسامي عنان يشاهدون التلفزيون وهم يضحكون معلقين على ما يرونه.

  

الثلاثاء، أبريل 24، 2012

لا يوجد فساد في مصلحة الضرائب؟!!!!!!!!!!

اعطوا الغاز لاسرائيل مجانا حتى تكف يدها عنا




سايجون 1975



في منتصف السبعينيات نشر كتاب صغير في القاهرة عن حرب فيتنام وكان يمكن ان تجد منه نسخا على سور الازبكية بعد ذلك حتى باكثر من عقد. كان الكتاب الذي نشرته على ما يبدو احدى دور النشر الاشتراكية في القاهرة يحكي رواية موجزة للحرب الفيتنامية وعلى الصفحة الاخيرة قبل الغلاف مباشرة صورة لمواطنين امريكيين وهم يصعدون سلم ارتجل على عجل الى سطح السفارة الامريكية في سايجون حيث ربضت طائرة هليكوبتر لاجلائهم، وذلك في اعقاب سقوط سايجون عاصمة فيتنام الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة في قبضة جيش الشعب الفيتنامي وجبهة التحرير الوطنية لفيتنام الشمالية في 30 ابريل 1975. ومثل ذلك نهاية حرب فيتنام وهزيمة امريكا النهائية فيها واعادة توحيد البلاد.

تذكرت هذه الصورة عندما قرأت التصريحات المستفزة للمسؤولين الاسرائيليين على حكم الغاء اتفاق تصدير الغاز المصري وهي تصريحات تمثل نوعا من البلطجة والسفالة غير المقبولة. والامر يبدو من قبيل الابتزاز الصريح لمصر بمعنى انه مالم تأخذ اسرائيل الغاز المصري باسعار بخسة فان ذلك سيجعل اتفاقية السلام المصرية معها مهددة. وصرح عوزي لاندو وزير الطاقة الاسرائيلي ان الغاء الاتفاق يهدد السلام الهش بين البلدين موضحا ان اتفاق تصدير الغاز هو حجر الزاوية في اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية. أي انه بدون غاز مجاني او شبه مجاني لاسرائيل يكون السلام – المرفوض من قبل كل المصريين باستثناء بعض المنتفعين – في موضع تهديد. ونفس التصريحات كررها ايضا وزير المالية الاسرائيلي  ورئيس الاركان وكأن السلام مع مصر مرتبط من وجهة النظر الاسرائيلية بالحصول على الغاز. أي ان مصر يجب ان ترشو اسرائيل بالغاز شبه المجاني لكي تكف يدها عنا وهذا هو المعني الصريح الذي يمكن ان نفهمه من تصريحات المسؤولين الاسرائيليين.

لقد كان مبارك النائم الان في المركز الطبي يجامل الاسرائيليين بالغاز المصري الذي كان يوفر للخزينة الاسرائيلية نحو عشرة مليارات دولار سنويا وفقا لاعترافاتهم في حين يتضور كثير من المصريين جوعا. وهو تناقض غريب اوقعنا فيه النظام السابق ومن احاطوا به من الحثالة معدومي الضمير والاخلاق، ان تجد دولة فقيرة مثل مصر تدعم دولة مثل اسرائيل يفوق متوسط دخل الفرد فيها متوسط دخل الفرد في العديد من دول الاتحاد الاوروبي. وأمر الغاز المنخفض السعر لا يرتبط فقط باسرائيل بل بأسبانيا ايضا ودول اوروبية اخرى وهذا معناه ان المواطن المصري الفقير الذي قد يبيت احيانا بدون عشاء ولا مأوى يتعين عليه بسبب نظام حكم فاسد وعفن ان يدعم اغنياء يعيشون في منازل مكيفة ويركبون سيارات مكيفة ولا تنقصهم من متع الحياه شيء.

والواقع ان التهديدات الاسرائيلية لم تظهر فقط بعد اعلان الغاء اتفاق الغاز بل ظهرت منذ فترة طويلة ومع بداية الربيع العربي في مصر والاطاحة بصديقهم المأفون في القاهرة، مما يعني بان مواطني مصر والمنطقة العربية يجب ان يتعايشوا مع التهديد الاسرائيلي المستمر بشن الحرب بسبب وبدون سبب. احيانا من اجل الابتزاز الاقتصادي كما هو حادث الان واحيانا اخرى من اجل التخويف والارباك كما حدث في اوقات اخرى. فكيف يمكن الخروج من هذه الحالة؟.

من الواضح ان اسرائيل تحاول ان تقلد امريكا في استخدام قوتها العسكرية في تحقيق اهداف وجنى مكاسب لا تستطيع ان تحصل عليها من خلال الدبلوماسية. واصطلح العالم على اطلاق لفظ السلام الامريكي او Pax Americana على الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية حيث حافظت الولايات المتحدة بفضل قوتها على السلام النسبي بين القوى في العالم الغربي. وكان نصف الانتاج الصناعي يخرج منها كما كانت تحتفظ بنحو 80 في المئة من احتياطيات الذهب العالمية وكانت القوة النووية الوحيدة في العالم. ولكن مع بدء الحرب في فيتنام حدث تحول خطير في مفهوم السلام الامريكي واصبح يشار اليها بدلا من ذلك باسم الامبريالية الامريكية. وفي السبعينيات تخلت الولايات المتحدة عن ربط عملتها باحتياطي الذهب لديها ومن ثم اصبحت تطبع اوراق بنكنوت بلا عدد وتطرحها في العالم مما يجعلها تعيش في حالة بلطجة مقنعة على حساب العالم. وعلى الرغم من السلام الذي يظل العالم الغربي وحلفاء الولايات المتحدة الا انهم خاضوا حروبا في اماكن شتى من العالم منها كوريا وفيتنام ويوغسلافيا والعراق وافغانستان. ومع انهيار الاتحاد السوفييتي وزوال العالم الذي يحكم العلاقات فيه وجود قطبين اصبحت البلطجة الامريكية سافرة واصبحت امريكا تخوض حربين في وقت واحد.

ومشكلة التعايش مع اسرائيل لن يتسنى حلها الا بحل مشكل الوجود الامريكي في منطقة الشرق الاوسط. واسرائيل لن تتوقف عن البلطجة وتقبل بسلام عادل وتتصرف كدولة طبيعية وليست بلطجي خارج عن القانون الا اذا شعرت ان الولايات المتحدة لا يمكن ان توفر لها الدعم المستمر الذي طالما وفرته لها في فترات طويلة من وجودها. واسرائيل تتصرف بحرية مطلقة وبخروج معتاد على القانون الدولي مقتنعة بان امريكا لن تحميها فحسب في مجلس الامن بل انها ايضا موجودة في الجوار الجغرافي لها في صورة عشرات القواعد العسكرية التي تتركز بصفة اساسية في منطقة الخليج.

والغريب في الامر ان كل الثورات التي قامت في دول نامية اعتبرت ان العداء لامريكا احدى مقوماتها الا دول الربيع العربي. وفي مصر اعتقد انه في اليوم الثاني لجمعة الغضب اضرم الثوار النار في العلم الامريكي امام مبنى التلفزيون مرة واحدة، على الرغم من دعم امريكا لمبارك طوال ثلاثة عقود ولاخر لحظة، وانقلابها المفاجيء عليه بعد ان شعرت انه لا مستقبل له في الحكم. وكانت امريكا مستعدة لدعم توريث الحكم في مصر مثلما دعمته في سوريا، فقد ذهبت الحاجة مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية اثناء وفاة العم حافظ الاسد الى دمشق لتقديم العزاء ومن هناك ابدت اعجابها الشديد بالتوريث الهاديء حيث قالت انهم لديهم آلية رائعة جدا لنقل السلطة.

ومن غير المتوقع اطلاقا ان يشعر المواطن المصري والعربي في هذه البقعة المنكودة من العالم بانه يحيا حياة طبيعية الا اذا زالت وطأة التهديد الاسرائيلي. ولن تزول هذه الا  اذا شعرت اسرائيل بقوة العرب وضعف الحماية الامريكية لها الناجمة بدورها عن ضعف امريكا نفسها. ومن الغريب ان العرب يسهمون في انتعاش الاقتصاد الامريكي بنصيب وافر عن طريق صفقات الاسلحة الضخمة وكذلك استمرار ربط عملاتهم المحلية بالدولار على الرغم من ان استمرار  ذلك يكلف اقتصادياتهم كثيرا ويحمل مواطنيهم اعباء تضحيات لا جدوى منها يقدمونها رغم انفهم او يقوم بها الحكام نيابة عنهم، وهو الامر الذي يقول محللون انه ثمين يدفع مقابل الحماية الامريكية للنظم العربية الغنية في الخليج.

الاهم والاخطر هو انهاء حالة الاحتشاد العسكري الامريكي في منطقة الخليج حيث القواعد العسكرية العديدة ومقر الاسطول الخامس. واثناء غزو العراق كان 70 في المئة من اراضي دولة الكويت منطقة عسكرية يحظر دخولها على المدنيين، أي تم اختزال مساحة الدولة الى اقل من ستة الاف كيلومتر مربع. وربما يعد الحديث عن خروج الامريكيين من منطقة الخليج نوع من الحلم بالنسبة لكثير من العرب ومن المؤكد ان ذلك لن يتم في وجود الانظمة الحالية ولكن المؤكد ايضا ان هذه الانظمة لن تستمر طويلا، وستكون اولى المطالب للنظم البديلة هي خروج القوات الامريكية من المنطقة. وربما لا تصل الامور الى ان نرى طائرة هليكوبتر رابضة فوق السفارة كما كانت في سايجون ولكن الشيء المؤكد هو أن مصير امريكا في الخليج سيكون كمصيرها في فيتنام.
    

الأحد، أبريل 22، 2012

الاشياء تتداعى






الاشياء تتداعى هي رواية الكاتب النيجيري تشينوا اتشيبي التي صدرت في عام 1958 وترجمتها الدكتورة انجيل سمعان بطرس في اوائل السبعينيات من القرن الماضي فكانت اول اطلالة للعرب على الادب الافريقي قبل ان يفوز وول سوينكا، وهو نيجيري ايضا، بجائزة نوبل في الاداب عام 1986 ونادين جورديمر الجنوب افريقية بها في عام 1991. والعنوان هنا لا يشير بالطبع الى الرواية ولكن الى الاوضاع الحالية في مصر بعد مرور عام وبضعة اشهر على ثورة كان ينظر اليها على انها بمثابة دخول مصر الى عهد جديد يمثل قطيعة مع كل التشويه والانحراف والاخطاء التي هيمنت على حياة المواطنين على مدى اكثر من نصف قرن.

ولكن الثورة الان تبدو في مفترق طرق حيث تتحفز القوى لبعضها البعض وتنظر لبعضها، حتى داخل نفس المعسكر، بشيء من الريبة والشك وانعدام الثقة. ورغم ان جمعة "حماية الثورة وتحديد المصير" في 20 ابريل جمعت كل القوى السياسية ظاهريا وراء هدف واحد ومطالب موحدة الا ان القوى كلها لم تكن على قلب رجل واحد، فقد ظل الشك مخيما على الجميع والمرارة مختبئة خلف الشعارات.

وتلوح في الافق بوادر مواجهة، فالعسكر والاخوان الذين اتفقوا على تقسيم التورتة بدأ كل فريق منهم يتهم الاخر بانه اخل بشروط الاتفاق، فقد كان الاتفاق ان يتم استخدام سكاكين وشوك بلاستيكية صغيرة، وان تترك منطقة محايدة بين الطرفين تحاشيا للاحتكاك. غير ان الفريقين دخلا الى قاعة الاحتفال وهما يحملان سكاكين كالمذاري وشوك كالصواري كما تقول الف ليلة وليلة. وفوجيء العسكر ان سكين الاخوان يهبط في منتصف قطعتهم متجاوزا المنطقة المحايدة بكثير كما فوجيء الاخوان بسكين العسكر يمتد الى اخر التورتة من جانبهم ولا يترك لهم الا بقايا تشبه جدارا رقيقا متآكلا لا يمكنه ان يصمد كثيرا أمام عوامل التعرية.

وصدم الطرفان وهما الان في حالة تربص وانتظار لما ستحمله الايام. الاخوان للمرة الاولى منذ الثورة ادركوا ان هناك قوى ثورية اخرى وان هناك شيء اسمه الشارع. وكان السبب في اكتشافهم الاخير هو الدفع المؤقت بعمر سليمان نائب مبارك الوحيد الى سباق الرئاسة. ومن الواضح انها كانت ستصبح معركة حياة او موت بالنسبة لهم. وسلوك سليمان تجاههم – لو تولى السلطة – ليس في حاجة الى تخمين. أما القوى الثورية الاخرى التي طالما عانت من خذلان الاخوان لهم وتخليهم عنهم، فقد وقفوا الى جانبهم لخدمة هدف مشترك هو مواجهة عودة الفلول والذي سيستتبعه بالضرورة القضاء المؤكد على الثورة.

ودفع هذا الاخوان بالطبع الى الحديث عن ضرورة مراجعة النفس وتوحيد الكلمة كما تخلوا عن حالة الرضا الشديد عن الذات وعن لهجة المنتصر. وعلى ما يبدو فهم يستعدون لحشد الشارع والقوى الثورية الاخرى استعدادا للمعركة التالية مع العسكر، التي يعتبرونها معركتهم هم قبل ان يعتبروها معركة الشعب.

والمخاوف من حدوث مواجهة هي امر مقلق وهو يشير الى التهديد الذي تمثله الثورة المصرية لشعب قام بها، وسط صراع اطراف تحتل مصالح الشعب بالنسبة لها مرتبة متأخرة عن مصالحها الذاتية. وما حدث في جمعة تقرير المصير يشير الى ان حدوث المواجهة هي امر محتوم ربما يصعب تجنبه. وردا على الصيحات التي انطلقت ضد حكم العسكر من الميدان، حذر المشير طنطاوي امس من مغبة التطاول على القوات المسلحة قائلا على هامش المناورة بدر "2" التي نفذها امس احد تشكيلات الجيش الثاني الميداني ان القوات المسلحة قادرة على "الرد على هذه القلة والضرب بيد من حديد عليها".

ولكن من الذي سيخرج من هذه المواجهة – اذا وقعت لا قدر الله - منتصرا؟. وما هي التداعيات السلبية التي يمكن ان تتركها على الثورة وعلى مستقبل مصر؟ سئل نابليون بونابرت يوما أي الجيوش تنتصر هل الجيش الذي يقاتل دفاعا عن قضية عادلة ام الجيش الذي لا يدافع عن قضية عادلة؟ فرد نابليون على الفور: الجيش الذي لديه مدافع اكثر. والعسكر لديهم الجيش ولديهم كل الاجهزة الامنية وما زالوا يحتفظون بتعاطف قطاع كبير من الشعب يعتقد فعلا انهم قاموا بحماية الثورة ويستند في ذلك إلى مقارنات عجيبة بين ما حدث في ليبيا وما يحدث في سوريا حتى الان. وفوق ذلك فالعسكر مسلحون بالإعلان الدستوري الذي يقال انه لا يمكن تعطيله قانونا الا اذا ألغاه العسكر.

ولا يمكن للاخوان عندئذ الا لوم انفسهم. وقد يتعين عليهم ان يبدأوا من الصفر ثانية بعد تبديد عقود طويلة من الجهود الحثيثة للوصول الى السلطة، اضاعوها لانشغالهم عن الجهاد الحقيقي بجمع الغنائم، متناسين ان اعلى درجات الجهاد هي جهاد النفس.



الأربعاء، أبريل 18، 2012

من المستفيد من تخريب المدونة؟






   



اتضح فعلا ان المدونة اخترقت في التاسع من مارس كما قالت مجلة وصلة التي تصدرها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في العدد رقم 50. وللاختراق درجات تبدأ في ادناها بإظهار مدونتك او موقعك على الانترنت بانه مشبوه أي ينشر الفيروسات والمواد الضارة والاباحية رغم ان موقعك قد يكون بريئا من ذلك ونظيفا للغاية، وتنتهي في اسوأها بالاستيلاء الكامل على المدونة او الموقع وربما محوها تماما، وبينهما طبعا هناك الكثير من حيل التلاعب مثل الدخول وكتابة اشياء لا علاقة لك بها او – في المدونات التي تضع برامج وما شابه – وضع فيروسات فعلية فيها.




وكنت احاول امس الدخول على المدونة عندما وجدت هذه الرسالة :



تحذير: هناك شيء غير سليم هنا.
يشتمل tornado75.blogspot.com على محتوى من www.chamtimes.com، وهو موقع إلكتروني معروف بنشر برامج ضارة. ربما يصاب جهاز الكمبيوتر بفيروس إذا زرت هذا الموقع.
وجدت Google برامج ضارة قد يتم تثبيتها على الكمبيوتر حال متابعتك. إذا كنت قد زرت هذا الموقع قبل ذلك أو تثق فيه، يحتمل أن مخترقًا قد اقتحمه مؤخرًا. لا يجب المتابعة، ويمكن إعادة المحاولة غدًا أو الانتقال إلى موقع آخر.
لقد أعلمنا www.chamtimes.com أننا وجدنا برامج ضارة على الموقع. لمزيد من المعلومات بخصوص المشاكل الموجودة علىwww.chamtimes.com، يرجى الانتقال إلى صفحة صفحة تشخيص التصفح الآمن على Google.

إذا كنت ترى أن دخول هذا الموقع قد يضر الكمبيوتر، متابعة على أي حال.
ساعد على تحسين اكتشاف البرامج الضارة عن طريق إرسال بيانات إضافية إلى Google حول المواقع التي رأيت عليها هذا التحذير. سيتم التعامل مع هذه البيانات وفقًا لـ سياسات خصوصية التصفح الآمن.




وعندما تضغط على صفحة تشخيص التصفح الامن تظهر لك الصفحة التالية




التقرير الاستشاري مقدم من
Google

التصفح الآمن

صفحة تشخيص chamtimes.com

ما حالة الموقع chamtimes.com في الوقت الحالي؟
هذا الموقع ضمن قائمة المواقع المشتبه بها - قد تضر زيارة موقع الويب هذا بجهاز الكمبيوتر.
تم إدراج جزء من هذا الموقع ضمن قائمة المواقع التي تحتوي على أنشطة مشتبه بها 18 من المرات على مدار التسعين يومًا الماضية.
ماذا حدث عند زيارة Google لهذا الموقع؟
من بين 237 من الصفحات التي أجرينا عليها اختباراتنا في هذا الموقع على مدار التسعين يومًا الماضية، تبيَّن أن 92 من الصفحات أدت إلى تنزيل برامج ضارة وتثبيتها دون موافقة المستخدم. آخر زيارة أجرتها Google لهذا الموقع كانت بتاريخ 2012-04-10، وآخر مرة تم فيها العثور على محتوى ضار على هذا الموقع كانت بتاريخ 2012-04-10.
تشمل البرامج الضارة 12 trojan(s), 3 exploit(s), 2 scripting exploit(s). وقد أدى نجاح الإصابة إلى 7 من العمليات الجديدة على الجهاز المستهدف في المتوسط.
البرامج الضارة مستضافة على 26 من النطاقات، بما في ذلك thebesthysentinel.25u.com/, googlesgo.com/, mednesko.com/.
2 من النطاقات تبدو أنها تعمل كوسائط لتوزيع البرامج الضارة على زائري هذا الموقع، بما في ذلك، googlesgo.com/, safe-scannerxx.25u.com/.
تمت استضافة هذا الموقع على 1 من الشبكات بما فيها AS21844 (THEPLANET).
هل عمل هذا الموقع كوسيط مما أدى إلى مزيد من التوزيع للبرامج الضارة؟
على مدار التسعين يومًا الماضية، لم يبد أن chamtimes.com كان يعمل كوسيط لإصابة أية مواقع.
هل استضاف هذا الموقع برامج ضارة؟
لا، هذا الموقع لم يستضف برامج ضارة على مدار التسعين يومًا الماضية.
كيف حدث ذلك؟
في بعض الأحيان، يمكن للجهات الخارجية إضافة شفرة ضارة إلى المواقع الشرعية، مما يتسبب في أن نعرض رسالة التحذير.
الخطوات التالية:
تم التحديث قبل 4 من الساعات


الغريب طبعا ان الحديث في الصفحة كلها ليس عن المدونة بل عن موقع "الشام تايمز" وفي نهاية الصفحة نعرف ان الموقع لم يتسبب في أي اصابة خلال 90 يوما. اذن ما الأمر؟.اذا نظرت الى الجزء الذي غيرت انا لونه الى الاخضر في الصفحة اعلاه ستعرف تماما ما حدث. وهناك اعداد لا حصر لها من المبرمجين والهاكرز المتفرغين لهذه التفاهات. وانا لدي حدس شبه يقيني بمن فعل ذلك في المدونة ولكني لا استطيع ان اتهم احدا لسبب بسيط جدا هو انه لو كانت هناك حتى ادلة فأنا اخر من يمكنه ان يصل اليها او يعثر عليها. واذا كانت محاولة تخليص المدونة من هذا الوضع – التي لا ادري ان كانت قد نجحت من عدمه – قد استغرقت وقتا طويلا مني، فما بالك بعمل معقد للغاية يحتاج الى خبراء في الانترنت والبرمجة وما اليها لكي يصلوا الى مصدر هذا التخريب. ولكنه على أي حال سلوك منحط للغاية.

وفي الغالب لا تكون المواقع المضيفة مثل جوجل لديها قدرة على تتبع العدد الهائل من المدونات والتحقق مما اذا كانت مصابة بفيروسات او خلاف ذلك ولكنها على أي حال تحتفظ بآلية معقدة لمراجعة هذه المواقع وقد يستغرق المستخدم غير الممارس لها ساعات طويلة لكي يصل الى ما يريد، وقد لا يصل في نهاية المطاف لشيء.  


وموقع http://www.chamtimes.com او "الشام تايمز" الذي تشير جوجل الى ان المدونة تحتوي مواد منه هو موقع سوري اخباري. وبمجرد ان تبحث عنه في محرك جوجل البحثي تظهر لك هذه الرسالة:

شام تايمز قل الحق ولا تخف

www.chamtimes.com/


موقع اخباري سوري يعني باخبار البلد بالدرجه الاولى.


وبالضغط على الرابط تظهر نفس الرسالة التي ظهرت عن المدونة:


تحذير: هناك شيء غير سليم هنا.
يحتوي www.chamtimes.com على برامج ضارة. قد يصاب جهازك بفيروس في حالة زيارتك لهذا الموقع.
وجدت Google برامج ضارة قد يتم تثبيتها على الكمبيوتر حال متابعتك. إذا كنت قد زرت هذا الموقع قبل ذلك أو تثق فيه، يحتمل أن مخترقًا قد اقتحمه مؤخرًا. لا يجب المتابعة، ويمكن إعادة المحاولة غدًا أو الانتقال إلى موقع آخر.
لقد أعلمنا www.chamtimes.com أننا وجدنا برامج ضارة على الموقع. لمزيد من المعلومات بخصوص المشاكل الموجودة علىwww.chamtimes.com، يرجى الانتقال إلى صفحةصفحة تشخيص التصفح الآمن على Google.

إذا كنت ترى أن دخول هذا الموقع قد يضر الكمبيوتر، متابعة على أي حال.
ساعد على تحسين اكتشاف البرامج الضارة عن طريق إرسال بيانات إضافية إلى Google حول المواقع التي رأيت عليها هذا التحذير. سيتم التعامل مع هذه البيانات وفقًا لـ سياسات خصوصية التصفح الآمن.



ويبدو ان موقع الشام تايمز الذي كان معارضا للنظام السوري دمره اشاوس الاسد تماما ودشنوا موقعا جديدا اسمه shamtimes.net يتغنى بحلاوة وحدة السوريين في ظل الافاق والمجرم الكبير بشار الاسد. ويستحيل الدخول الى موقع الشام تايمز بأي حال. وجوجل لا تعطي لك الخيار بان تغامر وتدخل الموقع بل تمنعك تماما من دخوله.

لاشك ان هناك الكثير ممن يسعون الى تخريب هذه المدونة، ولكل منهم اسبابه. وربما كان الامر بالنسبة للبعض منهم مجرد عبث لا طائل منه ولا هدف له سوى متعة التخريب نفسها. وعلى اي حال هذا لن يؤثر على اشي شيء. وهناك كثيرون يدخلون المدونة من دول شتى. وبعضهم يستخدم هذا الموقع عندما يظهر لهم تحذير جوجل وهو بالطبع لا يظهر مع متصفحات اخرى كثيرة:


هذا موقع لاكتشاف الفيروسات في المدونات وغيرها وهو يقوم بتحليل الموقع في نحو دقيقة ونصف ويعطيك تقريرا كاملا عنه. وما عليك الا ان تكتب عوان الموقع او url في الخانة التي تظهر لك خالية بمرد دخولك الموقع. 


وهناك مدونة اخرى ستنشر نفس ما تنشره هذه المدونة واسمها "مجلة الإعصار الجديدة". أما الذين حاولوا تخريب المدونة فليس لهم عندي سوى الاحتقار. 



طول يا رايق




             
وفعل طول هنا هو فعل امر من التطويل والاطالة وتعبير "طول يارايق" مأخوذ من اللغة اليومية لسيارات الميكروباس والسرفيس التي تجوب شوارع القاهرة طولا وعرضا وتفرض على العاصمة المصرية نمطا غريبا من السلوكيات لا تقره ابدا اخلاقيات ولا شرطة المرور. وعندما يشير راكب على الارض للحافلة لتتوقف يضرب مساعد السائق ومحصلها على بابها في اشارة الى السائق بضرورة التوقف في هذا المكان سواء لالتقاط الراكب الواقف عل الارض او لانزال راكب اخر. وبعد ان يصعد الراكب او ينزل الآخر يقول المحصل للسائق "طول يارايق" أي امض في طريقك وانطلق.

ونحن الان بعد اكثر من عام وثلاثة اشهر على الثورة وبعد ان يأسنا من ان تأتي الثورة بأي جديد سوى المزيد من المتاعب لا يسعنا الا ان نقول للمجلس العسكري طول يارايق. ويبدو ان المجلس العسكري الذي وهب قدرة خارقة – ربما تفوق الحاسة السادسة - في تحسس نبض الشعب وتلمس ارادته وفهم مراميه حتى دون ان يعبر عنها علنا، ادرك ذلك. والا فما هو تفسير قول المشير مؤخرا للقوى السياسية انه لا يمكن اجراء انتخابات رئاسية بدون دستور.

نحن منذ اكثر من شهر نختلف ونأتلف ونشتبك ونتفرق حول تشكيل التأسيسية التي ستكتب الدستور وانسحبت قوى سياسية وغضبت قوى اخرى واحتجت قوى ثالثة ولم نتفق حتى الان بشكل نهائي على الجمعية التي يفترض انها ستكتب الدستور. فما بالك بكتابة الدستور نفسه والجدل والنقاش والوقت الذي ستستغرقه محاولة كل فريق ان يكون له عليه بصمة تبرز وجهة نظره او توجهه. اضف الى ذلك ان هناك اجماع بين القوى العقلانية كلها في المجتمع على ان الدستور لا يمكن سلقه بين عشية وضحاها فهذا ليس وجبة جاهزة ستنتهي منها وتذهب الى حال سبيلك بل انه الدستور الذي سيحكتم اليه في مستقبل هذه الامة وفي كل صغيرة وكبيرة من شؤونها ولا يجب ان يصدر وفق هوى فريق اغلبية او خلافه لان اغلبية اليوم قد تصبح هي اقلية الغد او قد تتلاشى تماما.

ومنذ بداية الثورة تبدو القوى السياسية كلها وكأنها وضعت في مغارة تركض هنا وهناك ولكنها لا تهتدي ابدا الى أي بصيص يقودها الى الباب، باب مستقبل مصر. البعض منها يسعى الى تعظيم مصالحه لاكبر درجة ممكنة انتظارا لسانحة يرى فيها الباب والبعض الاخر يحدق في الظلمة وهو خائف مما قد يأتي به الظلام المدلهم المحيط به. والبعض الثالث يحاول ان يتلمس فجوة او فرجة في الظلام الحالك عساه ينسل منها. 

القوة السياسية الوحيدة التي تفعل كل شيء بثبات وهدوء ووفقا لخطة طويلة المدى بحيث ترى الباب وما خلف الباب وما سيتم على بعد اميال بعد الخروج منه هي المجلس العسكري. لقد ترك المجلس العسكري القوى السياسية الاخرى سكرى بانتصار ميدان التحرير وفي غفلة منهم عكف على صياغة اعلان دستوري لا يمكن للابالسة ان تضع مثله، وسارعنا للتصويت عليه دون حتى ان نقرأه او نتوقف عند مواده كثيرا، ونحن شبه مغيبين، وبذك اعطينا للمجلس العسكري الضوء الاخضر لكي يتصرف في مصيرنا ومستقبلنا ومستقبل مصر كيفما يعن له ووفقا لما يتماشى مع مصالحه وتصوراته لطبيعة العلاقات داخل المجتمع ككل.

وكلما ادلهمت الامور علينا ووقعنا في حيص بيص اخذ المجلس العسكري بأيدينا وطمأننا مؤكدا لنا انه يرى ما لانراه وان المستقبل ينبسط امامه مثل مرج اخضر تغرد على اشجاره الطيور وتحوم حول زهوره الفراشات الجميلة، وما علينا الا ان نستمع لنصحه حتى نبلغ هدفنا ونحقق سويا المراد من رب العباد.

ولكن بقي ان نعرف لماذا اوتي المجلس العسكري وحده هذا الالهام الذي لم ينزل على غيره ولا اختص به أي فرد من القوى السياسية الاخرى.

المثل المصري يقول انه اذا عرف السبب بطل العجب. واذا كان المجلس العسكري هو الوحيد القادر على الرؤية في الظروف الحالكة التي تحيط بالثورة المصرية فإنما يعود لتوافر معدات الرؤية الليلية لديه وهي النظارات التي تعمل بالاشعة تحت الحمراء. ومن المعروف طبعا انها عتاد عسكري لا يمكن تداوله خارج المواقع العسكرية. الأهم من ذلك ما يقال من ان الظلمة هي ظلمة مصطنعة ربما اطلقت مثل سحب الدخان من مدرعاته بهدف تضليل قوى أخرى موجودة في الموقع.

وهذا هو السبب في ان المجلس العسكري هو القوة السياسية الوحيدة التي ترسم مستقبل مصر لانه بفضل معداته المتطورة يمكنه ان يرى مالا نراه امامنا، ففي الوقت الذي لا تكاد ترى القوى السياسية الاخرى على بعد امتار او حتى سنتيمترات منها يمكن للمجلس العسكري ان يخترق حجب الظلمة وينفذ ببصيرته ومعداته المتقدمة الى الاف الامتار امامه وهو مطمئن غاية الاطمئنان وهو يأخذ بيد مصر ليقودها في طريق يدرك انه هو الوحيد الذي يفهم تضاريسه وهضابه ووهاده والالغام والشراك والمفاجئات التي تختفي في الاجمة والادغال على طول هذا الطريق. ونحن لا نملك الا ان نعطيه ايدينا ونصغي الى توجيهاته مثل اطفال حل بهم الفزع.