الصفحات

السبت، مارس 26، 2011







الثورة السورية والمطالب الخجولة


لسوريا في قلوب المصريين مكانة خاصة. ورغم ان البلدين حكمهما – ومازال في سوريا – نظامان من ألعن وابشع النظم التي عرفها العالم، الا انهما لم ينجحا في قتل مشاعر الشعبين تجاه بعضهما البعض. المصريون والسوريون كانوا يوما ما دولة واحدة وكانت مصر تحتفل حتى عهد قريب بعيد الوحدة مع سوريا كما اننا خضنا حرب اكتوبر سويا ضد العدو المشترك. بعد ذلك سارت القيادتان في اتجاهين متباينين ودخلا في تحالفات شتى ثم ناصبا بعضهما العداء وكان ذلك في مصلحة اسرائيل وامريكا.

والثورة السورية التي بدأت منذ ايام كصدى للثورتين التونسية والمصرية، لم تدهش احدا فالنظام السوري من اكثر النظم قمعا وشراسة في العالم والاطاحة به ستحرر جزءا كبيرا من الامة العربية. لقد وجدها السوريون فرصة سانحة للحاق بركب التحرر في المنطقة، ولكن السوريين للاسف لم يتعلموا من الثورات التي سبقتهم خلافا للمصريين.

المصريون بدأوا من حيث انتهت الثورة التونسية وكان اول شعاراتها "الشعب يريد اسقاط النظام" ونسقوا الاحتجاجات في عدة محافظات في ان واحد، مما عجل بالفعل بنهاية النظام. ولكن السوريون بدأوا بالمطالبة بالحرية وتركوا درعا وحدها تتحمل عبء الانشطة الامنية للديكتاتور اياما. واذا كانت الحرية لن تتحقق سوى بالاطاحة بالنظام، فمن الاولى ان نتجه الى الهدف مباشرة. وخطورة الاقتصار على المطالبة بالحرية تعني ضمنا ان هناك قبولا بنظام بشار الاسد وهو امتداد لنظام ابيه البشع، وان الامر لايحتاج الا الى بعض الاصلاحات التي يثبت التاريخ – ليس في سوريا وحدها – انها لن تتحقق ابدا، بل ربما كان على العكس تماما سيزيد النظام احكام قبضته ووضع تشريعات قمعية جديدة مثلما حدث في مصر بعد انتخابات عام 2005.

الحلقة تضيق الان على النظم التعسفية فهناك ثورتان يشتعل اوراهما بشدة في اليمن وليبيا واعتقد ان ذهاب صالح والقذافي هي مسألة وقت والبحرين تغلي كمرجل وثورة سوريا مازالت في البداية ولكنها تمضي بقوة. وقد علمتنا التجربة من الاحداث الاخيرة في المنطقة انه بمجرد خروج الناس الى الشوارع فانهم لايعودون الى منازلهم حتى يرحل النظام. 
ولو كان السوريون مثلا طالبوا بمحاكمة النظام على ما اقترفه في درعا من جرائم في اول يوم قتل فيه المحتجين بالذخيرة الحية، فربما كان ذلك قد اكسب الثورة مزيدا من الزخم وفت في عضد النظام. وقد اثبتت التجربة في جميع الثورات التي قامت والتي ما زالت جارية حتى يومنا هذا في العالم العربي ان قتل المزيد من المحتجين لا يزيد المحتجين الاخرين الا اصرارا على التضحية بانفسهم على عكس ما هو ثابت لدى النظم من قناعات.

 




هل تتحمل شماعة مبارك كل هذا؟


فجأة راحت ارض مصر تنبت الثوار ولا شيء غير الثوار. هنا لينين وهناك تروتسكي وتشي جيفارا وحتى روزا لوكسمبورج. وربما لا يجتمع هذا العدد الكبير من الثوار في فترة واحدة ولا مساحة جغرافية ضيقة ولكن هذا هو ما حدث في مصر. أليست مصر بلد المعجزات والعجائب؟. مصر اصبحت بقدرة قادر كلها من الثوار حتى الاطفال. ومن يدري فقد يخرج علينا طبيب دجال يقول ان لديه جهاز اشعة يعرف الجنين في شهره الثاني ما اذا كان سيولد ثوريا من عدمه. وربما نجد اخر ينصح الزوجين الا يقتربا من بعضهما البعض الا ابتداء من 25 يناير الى 11 فبراير حتى لا يبتليا – حاشا الله – بطفل او طفلة غير ثورية.

تغير وجه مصر الذي ظل جامدا مثل وجه ابي الهول لمدة 30 عاما فذابت فجأة كل العناصر الرجعية وتبخرت ولم يعد هناك، اينما قلبت البصر، سوى الثوريين الاصلاء. ثوريون من كل الاجيال وكل الاعمار. اعرف مثلا عضوا جاهلا كان في مجلس الشورى المنحل عن حزب الهباب الوطني، ايام الثورة كان مشغولا بطباعة اوراق لا حصر لها على نفقته تدعو شباب المنطقة الى عدم الذهاب الى ميدان التحرير. وعندما القى مبارك خطاب الاستجداء دفع اموال لمئات منهم ليطوفوا المنطقة بسيارات نصف نقل تحمل مكبرات صوت وتهتف بحب مبارك. هذه الايام سمعت ان سعادته يحاول تأسيس حزب اسمه ثوار 25 يناير.

ومن الغريب ان من كان يلعق احذية النظام امس ويدافع عنه، لم ينطو اليوم على نفسه مكسورا يلعق جراحه ويتوقع في أي وقت ان يكون في موقف المساءلة، بل انه سارع بالانضواء تحت لواء الثورة واصبح من المنافحين عنها والمتحدثين باسمها المستعدين لبذل الغالي والرخيص في سبيلها. والمصريون معروف عنهم تاريخيا انهم براجماتيون الى حد العبودية وثوريون الى درجة الانتحار ولا احد ينكر ان ثلاثة عقود من حكم مبارك قضت على كل القيم والافكار والمشاعر الجميلة التي نأمل ان تكون بقية من بقاياها مازالت عالقة بثيابنا مثل الخجل والحياء.

رجال اعمال كثيرا ما انحنوا على ايدي النظام يقبلونها وربما ايضا قدميه يتنصلون اليوم من أي علاقة او معرفة بجمال او مبارك او غيره من اقطاب النظام، بينما كانت معرفة هؤلاء – من اسابيع قليلة – هي مفاتيح الثراء والنفوذ. واصبحوا يتسابقون على الملأ في تمويل اعلانات مدفوعة يتبرأون فيها من انتساب الاسرة الهالكة او أي افرادها الى شركاتهم او حتى الى حملة اسهمها.

الصحفيون الذين كانوا يشيدون بالنظام ليلا ونهارا ويمجدون كل سيئاته ويسبغون عليها نعوت الاعمالاا الملهمة التي لا تصدر الا من زعيم عظيم يقترب من مصاف الالهة، اصبحوا اليوم يلعنون نفس الاعمال ويصفونها بانها جلبت الخراب على مصر وينعتون النظام السابق نعوت ربما لم ترد في خيالهم. أليس هذا هو نفس الشخص الذي كنا نستغرق نحو اسبوع في الاعداد لمقالة عيد ميلاده ونظل طوال الليل نضع كلمات ونحذف عبارات ثم نذهب الى اسرتنا ونطفيء الانوار عسى ان يجود الله علينا بفكرة لم يسبقنا اليها صحفي منافس فننهض بسرعة ونسجلها.

فجأة اصبحت الصحف التي جرى العرف على وصفها بالصحف القومية تنافس الصحف المستقلة بل وتتفوق عليها في العناوين الصارخة والرنانة بصورة تجعلك تتساءل عن سبب هذا التغيير ومن هم هؤلاء الصحفيين الثوريين الجدد الذين اتت بهم رياح الثورة الى الصحف. الواقع انهم نفس الاقلام ونفس الكتاب الذين كانوا يكتبون نفس العناوين لتمجيد الزعيم الاوحد ودرة عصره هم الذين يكتبون العناوين الجديدة بعد ان لحقوا بركب الثورة وتنكروا لماضيهم وتنكروا لولي نعمتهم بعد ان قلب له الزمن ظهر المجن. من يصدق ان صحيفة حكومية تخصص صفحة لمتابعة اخبار الفساد وهي التي كانت منذ ايام تنكر ان يكون هناك أي فساد.

ولن تجد اغرب من رجال الاعمال والصحفيين سوى المسؤولين الذين عملوا عن كثب مع حسني مبارك لسنوات وكانوا سعداء بعملهم معه الى ان لفظهم. وهؤلاء يتحدثون عن تعسف الرئيس السابق معهم واضطهاده لهم والمواقف الوطنية والسليمة التي ادت الى طردهم من مواقعهم، ويكشفون لنا اشياء اشبه بالألغاز وكأنهم يتحدثون عن سر من الاسرار او يتحدثون لبشر لا يعيشون في نفس البلد ويعرفون كل شيء.

لا ادري حقيقة لماذا استيقظ الوازع الوطني فجأة عند هؤلاء من سباته العميق وراحوا يكشفون كوارث النظام السابق. الم يكونوا يوما ما جزءا من النظام يسبحون بحمده ويرفلون في نعيمه ويحرصون على استمرار رضاه عنهم. هل تجرأ أي منهم واشار ولو من بعيد أي اشارة الى سخطه على النظام او تذمره منه قبل سقوطه. انهم حتى لم يكونوا يجرؤون على أي نقد موضوعي لاي قرارات اتخذها.

تكتشف فجأة ان العالم مليء بالمآسي والظلم وان هؤلاء المسؤولين طالما كابدوا وعانوا وتحملوا المشاق, وتجدهم يقولون "مبارك قال لي" و "مبارك فعل لي" و "مبارك ابعدني لاني فعلت كذا" و "مبارك لم يكن يحبني ابدا" و "مبارك اجبرني على اتخاذ القرار الفلاني". وهذه طبعا مسرحيات وافتعال بطولات غير موجودة بالمرة. لقد اصبح الجنزوري والكفراوي وعمرو موسى وكثيرون غيرهم من نجوم الصحف الذين يتحدثون باستفاضة واسهاب عن فظائع النظام البائد. والامور رغم سوداويتها، لا تعدم مسحة من الكوميديا، فقد ذبنا من الدهشة عندما خرج علينا رئيس مصلحة الضرائب ليبلغنا ان مبارك لم يدفع ضرائب على مدى 30 عاما؟. طبعا الرجل لم يذكر انه حاول ولو مرة واحدة هو او أي من موظفيه ان يتوجه الى القصر الجمهوري ليقوم بواجبه او يناقش الامر حتى مع وزير ماليته. ولكن هل من المنطقي ان يفكر رجل ينهب البلاد ويتيحها نهيبة للمقربين منه في دفع الضرائب؟.

ولا يجب ان يفوتنا ان هؤلاء المسؤولين السابقين يمهدون بذلك اما للعودة الى السلطة بصورة او اخرى او انهم متحصنين فيها بالفعل ويسعون الى تبرير اخطاء ارتكبوها او كوارث يخفونها. والتبرؤ من النظام البائد هو جواز عبورهم للعالم الجديد خاصة اذا كنت ممن اضير شخصيا منه وطالك اذاه.
ولكن لماذا اصابنا العمي والبكم والخرص على مدى عقود وفتح الله علينا فجأة وازال الغشاوة عن أعيننا بعد سقوط النظام؟. لماذا لم نبد أي اعتراض او احتجاج سابق او حتى نظهر عدم رضانا من قبل.

ان هؤلاء المسؤولين يتحدثون وكأنهم في افضل الاحوال ولايا مكسورات الجناح لا حول لهن ولا قوة وفي اسوأها يشبهون مجموعة من القصر الذين تعرضوا للتحرس الجنسي على يد مدرس قاس ولكنهم كتموا الامر الى ان افتضح امر المدرس فراحوا يتقدمون ببلاغ تلو الاخر.

لقد كان مبارك يدمر البلد تدميرا منهجيا ومتعمدا امام اعيننا جميعا. ولو كانت اسرائيل وامريكا وكل القوى الشريرة في العالم اسندت مهمة تخريب مصر الى عصابة من الشياطين لما نجحت فيها كما نجح مبارك وحزبه. ولكن احدا منا لم يجرؤ على رفع صوته والاحتجاج او الرفض. لم يفكر أي منا في تقديم استقالته لكي يفتح الطريق امام صفوف من الخائفين الاخرين، ولم يفكر أي منا – وهو اضعف الايمان - في التكشير او العبوس او تضييق ابتسامته لما يجري. فلماذا الثورية الان ولماذا نهيل كل هذا السباب على مبارك ونتهمه بكل نقيصة ونلحق به كل خزي وعار. ألم نكن شركاء في الجرم ومتواطئين معه. ان الذين يلعنون مبارك ليلا ونهارا بعد ان كانوا يسبحون بحمده اناء الليل واطراف النهار او حتى صمتوا صمت القبور عندما كان في السلطة ليس من حقهم الان ان يكيلوا له الشتائم لان مصائرهم لن تختلف كثيرا عن مصيره فالجميع في النهاية سيساقون الى مزابل التاريخ.

 

الثلاثاء، مارس 22، 2011




ليبيا والغرب والعقيد وعمرو موسى


 
ربما كان الشخص الوحيد في المنطقة العربية الذي يتواجد حيث يجب ان يكون غائبا ويفتقد عندما تكون الحاجة ماسة اليه ويتكلم عندما يكون الكلام فات اوانه ويصمت عندما تتطلب الكارثة منه ان ينفجر غضبا هو السيد عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية. فالجامعة العربية اقرت قيام مجلس الامن بفرض حظر الطيران على ليبيا. ولكن موسى بمجرد ان بدأ توجيه الضربات الى العقيد ذكر ان ما قامت به القوات الغربية من قصف لليبيا يختلف عما تم الاتفاق عليه وان الحظر الجوي مقصود منه حماية المدنيين وليس قتل المزيد من المدنيين.

والواقع ان القرار الذي طالب بفرض الحظر على ليبيا صادر في ظل الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة. ولاشك ان موسى يدرك - بعد التردد والجدل الطويل في مجلس الامن - ان القوى الغربية كانت ستسير في هذا الاتجاه. وهو الامر الذي تراجع موسى عنه  في المؤتمر الصحفي المشترك مع بان كي مون في القاهرة بعد ايام قليلة عندما قال انه يحترم قرار الامم المتحدة الذي فوض القيام بعمل عسكري لحماية المدنيين.

وعمرو موسي يسير على خيط دقيق للغاية في قضية ليبيا التي تأتي بعد اعلانه نيته الترشح للرئاسة في مصر وهو يتخذ كل خطوة بحذر شديد خشية ان يضر اي قرار او تصريح من الجامعة بفرصه الانتخابية. والواقع ان موسى حاول ان يبدو ثوريا عندما سعى الى قرار تعليق عضوية ليبيا بالمنظمة العربية المتداعية. ولكن لايجب ان ننسى ان هناك حالة من النفور الشديد في العالم العربي وتوجس وريبة من اي تدخل عسكري غربي بعد الغزو الامريكي للعراق.

    وربما كان البديل طبعا من وجهة نظر موسى وكثيرون من العرب في بداية العمل العسكري ان تستمر القوات الغربية متمركزة على السواحل الليبية لتحرم الطيران الحربي الليبي من التحليق، بينما يزحف القذافي بقواته البرية ليسحق ويخرب ويقتل ويدمر. وكانت قوات القذافي تقترب بالفعل من بنغازي عندما بدأت الضربات الجوية الغربية.

وعمرو موسى - رغم محاولته ان يبدو ثوريا - ينتمي الى المدرسة العتيدة للزعماء العرب من امثال مبارك والعقيد الذين يعد مفهوم الوطن بالنسبة لهم محصورا في السلطة اما الشعوب فهي غائبة تماما عن المشهد او في افضل الاحوال يتم التضحية بها. وللاسف مازال الكثير من العرب يفكرون بنفس النهج المضحك ويرون ان العقيد مهما اباد شعبه فهو منهم وعليهم اما التدخل الاجنبي فينظرون اليه على انه كارثة الكوارث وينسجون حوله المئات من نظريات المؤامرة.

ولاشك ان التدخل الاجنبي مرفوض، ولكن التدخل الغربي العسكري الحالي في ليبيا هو امر لم يكن هناك مفر منه، وهو الحل الوحيد في الظروف الحالية. واذا كان العرب قد عجزوا عن حل المعضلة، فهل يجب ان يقف العالم مكتوف الايدي ويترك العقيد يواصل قتل شعبه الى ان يبيده على بكرة أبيه؟. 

قبل الثورة الليبية الحالية شغل العقيد العالم على مدى عقود بنظرياته السياسية المبتكرة كما ملأ الاجواء بطنين الثورة العالمية واتضح في النهاية ان الامر لايعدو ان يكون هذيان رجل معتوه وغير طبيعي. العقيد الثوري وملك ملوك افريقيا وبلاد الهند والسند وحتى بلاد الواق واق الذي لم يطلق رصاصة واحدة طوال 42 عاما من حكمه المديد على اي عدو حقيقي او متخيل، شمر عن ساعديه فجأة وراح يخوض اشرس معركة ضد شعبه الاعزل مستخدما كل ادوات الدمار بدون اي رحمة.

بقى ان نقول ان العالم مندهش من الشعب الليبي نفسه اكثر من دهشته من العقيد. كيف لشعب في العالم ان يسمح لشخص معتوه كهذا بان يحكمه لاكثر من اربعة عقود. كان هناك الكثير مما يقال عن سلوك العقيد الغريب ونزواته المجنونة، ولكن الامر يختلف عندما يتجاوز هذا العته السلوك الشخصي او حتى بعض الاجراءات السياسية الى العبث بحياة الشعب على هذا النحو المجنون. 

وانا واثق تماما ان العقيد قد لا يدخل السجن يوما واحدا ويبدو انه يتصرف في الوقت الحالي استنادا الى هذه النتيجة المتوقعة، فالعقيد لو مثل امام محكمة لاهاي سيظل يهذي بنظرياته السياسية ورؤيته الغريبة للحياة مما قد يحمل القضاة الى طلب الكشف عن قواه العقلية. وستكون الطامة ان العقيد ليس طبيعيا وعليه ان يقضي بقية حياته في مستشفى للامراض العقلية.  

السبت، مارس 19، 2011





الله يرحم ايامك ياعادلي

الله يرحم سنينك

ياعادلي ياحبيبنا

كان استفتاءه عظمة

كنا بناخد نصيبنا

وتبقي هيصة ولمة

والضرب من حبايبنا

وتحرش مع شتايم

لو قلنا مش عاجبنا

****

على ايامك يا عادلي

الاستفتاء جميل

فيه زيطة وفيه اونطة

واغاني على مواويل

كان نزهة وعلقة حلوة

ويوم مرهق طويل

غير الصناديق بتاعتك

والحشو والتقفيل

قالوا لي ان انت نايم

ع البرش..دا مستحيل

****

ف ايامك الجميلة

كان يبقي مهرجان

الكل ياكل عيش

ويفيض منه كمان

سواء بتوع الشاي

او فرق البلطجية

والسريح الغلبان

****

ف ايامك الجميلة

الاقتراع كان فسحة

العيلة وعيلة العيلة

من بنها للصعيد

وجيوش م البلطجية

ييجوا يشاركوا ف فرحنا

الى بيرفع له سنجة

والي بيخرج بآلي

اوسيف مسنون وحامي

او حتى قضيب حديد

****

والمسجونات سوابق

يخرجوا ف الكرنفال

يقلعوا البنات

ويبهدلوا العيال

والشرطة واقفة تشرف

وتقول دا بلدنا حلوة

ما فيهاش ابدا محال

فينك ياعادلي ارجع

وجاوبنا على السؤال

****

على ايامك ياعادلي

والاستفتاء معارك

كان فيه نصر وهزيمة

والاستفتاء له قيمة

والناس تقعد تبارك

كنا بنخرج بقوة

حتى الي ساقط قيده

او الى مات وسابنا

وبقاله سنين في قبره

كان برضه يروح يشارك

واخر النهار نتيجته

تطلع كدا بالمقاس

من تحت أيد العادلي

زي ما قال المبارك

****

من غيرك استفتاءنا

يا دوبك كان جنازة

الناس بتخش صامتة

وبتخرج برضو صامتة

والهيصة والأغاني

والضرب والبواني

كله واخد اجازة

****

من غيرك لا استفتاء

ولا انتخاب ها ينفع

لو جابوا دستور قديم

او كتبوا واحد جديد

او وافقوا ع المرقع

يارجل قل لي بس

امتي تخلص وترجع

وتبقي استفتاءاتنا

ف التلفزيون تلعلع



الاثنين، مارس 14، 2011





مبارك وعزمي والكلاب




مكتب مبارك في مايو 2007

الرئيس مبارك جالسا في مكتبه في الصباح يطالع بعض الاوراق امامه ثم يصيح فجأة:




- ياعزمي..ياعزمي..

- ............

- انت يا زفت يا الى اسمك عزمي.

(عزمي يدخل مسرعا)

- أيوة يا افندم..ايوة يا افندم.

- مين ياعزمي الست الى اسمها بيبي دي..هي الست دي تقرب لنتنياهو.

(عزمي يدور حول المكتب ليقف الى جانب مقعد مبارك وهو ينظر في الورقة).

- اسف ياريس فيه خطأ بسيط في الترجمة. هي اسمها بي نقطة بي مش بيبي ذي ما هما كتبوها.

- قريبة نتنياهو دي يا عزمي ولا ايه.

- لا ياريس ما تقربش لنتنياهو خالص.. دي ممثلة سويدية اسمها بريجيت باردو.

- وايه موضوع الكلاب الي هي طالعة فيه ده ..مش معقول يا عزمي انا كل شوية اسمي ييجي في خبر نشراه الوكالات عن الكلاب والقرف ده.

- معلش يا ريس دي وليه فاضية وواضح ان ماوراهاش حاجة.

- أنا اول مرة اسمع في حياتي ان فيه حاجة اسمها حقوق الحيوانات..طيب حقوق الانسان وعرفناها وقرفونا بيها وكل شوية يهددونا ويتدخلوا في شئوننا لما بوظوا ادمغة الناس بالكلام الفاضي دا. ما بقيناش عارفين نتعامل معاهم. جايين دلوقتي يقولوا حقوق الحيوانات.

- شعوب ما ما وراهاش حاجة ياريس. لا عندهم مشاكل ولا تنمية ولا ازمات اسكان. ربنا يعينك عليهم.

- طيب انا ها اعمل ايه دلوقتي يا عزمي يعني اتصل برئيس السويد اقول حوش عننا الست بتاع الكلاب الى دوشانا دي. هو كمان ها يطلع يقول لي حرية الرأي وحقوق الحيوان وانه ما يقدرش يكلمها.

- طبعا ياريس انا فاهم سعادتك دول عالم فعلا مجانين. تعرف ان رئيس السويد نفسه ممكن ما يقدرش يكلم مواطن عنده.

- ما هو علشان الهباب الي بيسموه حقوق الانسان ودلوقتي طالعين في المقدر جديد في حقوق الحيوان ويمكن بكرة يا عزمي يطلعوا في حقوق النباتات ويقولوا لك ما تأكلشي الطماطماية الا بعد ماتنام ولازم تكون استريحت من رحلة المزرعة.

(عزمي يضحك ضحكة مفتعلة).

- شوف لي مين رئيس السويد يا عزمي.

(عزمي يتناول كتيبا من على مكتب الرئيس وينظر فيه).

- دا ملك ياريس مش رئيس..اسمه كارل جوستاف السادس عشر.

- طيب يا عزمي انا ها اكلم ملك اقول الله والنبي سكت الست الى عندكم دي بتاع الكلاب..دا شيء مضحك.

- هو كمان يا افندم مش ها يقدر يكلمها.

- طيب..يعني..نعمل ايه في الموضوع السخيف دا..كل يومين ألاقي موضوع الكلاب دا.

- يا افندم احنا ممكن نحل الموضوع بسهولة.

- ازاي يا عزمي قولي انا مش فاضي لموضوع الكلاب ده.

- ممكن نبعت امين اباظة وزير الزراعة يطمنها ان الكلاب عندنا متمتعة بكل حقوقها زي كلاب اوروبا بالظبط ويمكن كمان احسن شوية.

- هو امين اباظة بيتكلم سويدي ياعزمي.

- لا يافندم هو بيتكلم فرنساوي وهي طول عمرها قاعدة في فرنسا وانا شفت لها كم فليم كانت بتتكلم فيهم فرنساوي.

- انت بتشوف افلام بقي ياعزمي ومروق نفسك.

- لا ياافندم دا كان زمان من 30 سنة واكثر.

- لية يازيكو هي الممثلة دي كبيرة للدرجة دي.

- طبعا ياريس دي ولية عجوزة..دي في سن سعادتك كده.

(عزمي يسعل في يده وهو مرتبك)

- ...انا قصدي...انا قصدي

- انت باين عليك بدأت تخرف ياعزمي.

- انا اقصد يا افندم انها ست كبيرة كانت حلوة من اكتر من تلاتين سنة.

- لكن دلوقت بقت عجوزة زي نوبة حالاتي.

- العفو..ياافندم..انت ابو الشباب يافندم.

- والحقن الى هي عاوزة تديها لنا نحقن بها الكلاب دي ها تجيبها منين.

- دي عندها مؤسسة خيرية ياريس لرعاية الحيوانات وبتجمع تبرعات من شركات كبيرة.

- طيب ما نجيب الحقن دي يازيكو على الاقل نبقى راضينا الولية المجنونة دي علشان ما تقعدش تلسن علينا تاني وبالمرة ممكن نعمل منها سبوبة. طبعا ياعزمي الحقن دي ها توصل مجانا وانت فاهم انا قصد ايه.

- طبعا طبعا ياريس وهي دي حاجة تفوتني برضو. احنا رتبنا مكتب الوكيل العلمي الى ها يستلهما في مصر وبعدين وزارة الزراعة تشتريها منه باسعار معقولة وناخذ حصتنا واحنا بعيد ونبعت للست بي. بي نقولها ان احنا عقمنا الكلاب عندنا وبطلنا نقتلها علشان جمال عيونها.

- تعرف يا عزمي ان كلامك عن الست دي خلاني افكر اشوفلها فيلم. بس المشكلة ان ما فيش وقت خالص.

- احنا ممكن نبعت نجيبها هنا شخصيا لسيادتك.

- ياعزمي انت اجننت. انت شايف فيا حيل دا انت لسا من شوية من نفسك قايل ان انا رجل عجوز.

- العفو يافندم انا ما قصدتش اطلاقا المعنى الي سعادتك وصلت ليه. انا اقصد نجيبها يومين في مصر ونحدد لها ساعة تكون سعادتك فاضي فيها ممكن تتقابلوا وتناقشوا موضوع الكلاب ده وتطمنها ان الكلاب واخدة حقها عندنا.

- ايوه هي ناقصة فضايح علشان صحف المعارضة تكتب الرئيس مبارك فاضي للممثلات ولمشاكل حقوق الكلاب. انت شايف احنا بنشتغل اد ايه وياريته عاجب. مش طمعانين حتى في كلمة شكر. عاوزين بس الناس تلم السنتها واقلامها وتسيبنا في حالنا.

- بصراحة ياريس انا كنت عاوز اكلم سعادتك ف حاجة..بس ما جاتش فرصة كويسة ذي النهاردة ..تسمح لي....

- عاوز ايه يازيكو.. اتكلم يا زيكو..

- بصراحة سعادتك ظالم نفسك كتير قوى..انت عارف ان عبدالناصر كان عنده سينما في البيت بيتفرج فيها على الافلام قبل ما حتى تنزل دور العرض.

- انا آخر مرة دخلت سينما ياعزمي كان من حوالي خمسة وتلاتين سنة وكان فليم اسمه جريمة في قطار الشرق السريع وفيه الممثلة الحلوة الى اسمها انجمار برجمان.

- اما السادات ياريس فكان صاحب مزاج عالي قوي. كان يروح ميت ابو الكوم ويلبس الجلابية البلدي وواخد معاه احلى انواع الحشيش ويقعد يشيش ويسلطن دماغه وبعدين يتخذ اعظم القرارات. قرار ثورة التصحيح وقرار السلام مع اسرائيل وقرارات كتير تانية غيرت تاريخ مصر والمنطقة كلها كان بياخدها بعد زيارات مزاج ذي دي لميت ابو الكوم. لكن انت ظالم نفسك كتير ياريس بصراحة.

- ياريت يازيكو احنا كمان عاجبين على كده. انت شايف الى بيتقال والى بيتكتب.

- انا طمعان في حاجة كمان من سعاتك يا ريس.

- اطلب يا زيكو.

- يعني يا افندم احنا ها نبعت امين اباظة يراضي الست بي.بي. في فرنسا ونرتب علشان نجيب الحقن وموضوع الكلاب دا ينتهي خالص. فيه ستين اتنين كمان غيرها ياريت لو حضرتك تنظر ليهم بعين الرأفة علشان نبقى ارتحنا من كل الستات النهاردة.

- مين يازيكو الستين دول.. هو النهاردة بقي يوم الستات ولا ايه.

- واحدة اسمها سارا لي ويتسون والتاينة اسمها ايرين خان.

- آه...انا فاكر الاسماء دي..دول بتوع منظمات حقوق الانسان انا دايما باقرا عنهم.

- صح ياريس.

- شوف ياعزمي انا مستعد اريح الكلاب لكن الناس لا..طبعا ها تقول لي ليه؟.

- اتفضل يا افندم.

- انا ها اقولك ياعزمي. انت في حياتك شوفت الكلاب ماشية في مظاهرة وبتهتف (قولوا للنايم في عابدين حكمك زفت وزي الطين) عمرك شوفت الكلاب ماشية بتقول على ان أنا حرامي..طبعا لا وبالتالي الكلاب تستحق الراحة اكتر منهم.

- الى تشوفه سعادتك يا افندم.

(عزمي ينصرف).




الأحد، مارس 06، 2011


نموذج الدولة الضيعة

عرف العالم الدولة المدينة في العصور القديمة مثل بابل وأور في بلاد ما بين النهرين واسبرطة وأثينا في اليونان كما عرفها في العصور الوسطي في ايطاليا مثل فينيسيا وفلورنسا، وما زالت هذه الدول قائمة حتى يومنا هذا ولعل من اشهرها موناكو والفاتيكان. كذلك عرف العالم ايضا الدولة القومية في مطلع القرن التاسع عشر وهي الجماعة البشرية التي تعيش داخل اقليم جغرافي محدد وتوحد بينها اللغة وتربط بينها المصالح المشتركة والقيم الثقافية. أما العرب فتمثل اسهامهم الوحيد في الفكر السياسي المعاصر في ابتداع – او لنقل افضل اعادة انتاج - الدولة الضيعة او الدولة العزبة التي لم يعد لها وجود في القرن الحادي والعشرين الا في بلدانهم والتي تقوم على اساس ان الحاكم هو المالك لكل شيء والشعب لديه لا يرتفعون كثيرا عن مرتبة العبيد فهو المتصرف في شؤونهم وله ان يغدق على خاصته ويمنح ويمنع كما يشاء. ومن نافلة القول ان الدول من هذا النوع قد انقرضت بفعل التطور البشري وعوامل البيئة الا من منطقتنا العربية، وبقاع قليلة جدا اخرى في العالم.

واذا نظرنا الى (الجمهوريات) العربية كيف تتعامل مع شعوبها ناهيك عن الممالك والمشايخ التي يعتبر كل زعيم فيها انه ظل الله على الارض، سندرك ان طول مكوث الحاكم في السلطة يعد مسوغا ومبررا لاكتسابه صفات غير بشرية تتيح له الانفراد بالرأي والقرار والاستئثار بالثروة في طول البلاد وعرضها وسنجد هناك علاقة طردية بين طول مدة الحكم وتشبث الحاكم بالبقاء. فمثلا زين العابدين الذي ظل في السلطة 23 عاما غادر موقعه بعد سلسلة من الخطابات الملحة. ومبارك الذي ظل في السلطة 30 عاما استنفد كل ما في مخزونه من الحيل والالاعيب وبعد استماتة غريبة قبل ان يرحل. أما القذافي الذي ظل بالسلطة لمدة 43 عاما واصبح لطول حكمه فوق مستوى القانون والمساءلة فلم يستطع ان يستوعب حتى الان انه يمكن ان يخرج من الضيعة، ولديه استعداد ان يخرج الشعب الليبي كله من الحياة قبل ان يفعلها.

ويروى ان احد الخلفاء العثمانيين قام بمجرد توليه السلطة بقتل كل اخوته ثم القى بزوجات وجواري ابيه الحوامل احياء في البوسفور حتى لا يخرج له منافس على السلطة. وهذا بالطبع حدث من زمن بعيد وفي سياق تاريخي كان ينظر فيه الى تلك الافعال على انها مألوفة او على الاقل ليست مستنكرة كما هي اليوم. ولكن ما يحدث في بعض الدول العربية لا يبعد عن ذلك كثيرا. والدم الذي يسيل في ليبيا اليوم قد يكون مستغربا لو سال في مكان اخر لا يحكمه العرب الثوريون.

والدولة الضيعة في الغالب تتلاقى فيها مصالح الحاكم مع مصالح الشلة التي تحيط به. والهبش هو ابسط مظاهر السلطة في الدولة الضيعة حيث يعد الشعب مستبعدا عن الثروة التي تخضع لنوع من الاحتكار بين الحاكم ومسانديه. وهناك حكاية طريفة تروى لا ادري ان كانت حقيقة ام انها دعابة قصد منها تعكس الواقع. ويقال احد ان الحكام النفطويين كان يستقبل وزير ماليته كل شهر في زيارة تتجلى اهميتها في الترتيبات والاجراءات التي تسبقها. وكان الرجل يحمل الى الحاكم تقارير عما بيع من النفط في ذلك الشهر. وعندما يجلس الوزير يبتدر الملك بقوله لقد بعنا (مثلا) بمئة جنيه نفط فوضعنا في حسابكم 60 منها ووضعنا في خزينة الدولة 40. وكان الحاكم عندئذ يغضب ويحتج ويقول لوزيره : لا..لا..قسمها بالعدل. ضع خمسين في حسابي والخمسين الاخرى في خزينة الدولة..انا لا اقبل الظلم. وعندئذ ينخرط وزير المالية في القاء القصائد المحفوظة التي يظرب لها الحاكم عن عدله الذي لم يعرف به احد من قيل. وكل شهر تتكرر نفس الحكاية وتتكرر نفس القصائد في ملحمة لا نهاية لها.

ولو نظرنا الى التقارير التي كتبت عن حكام الجمهوريات الثلاث التي نجحت فيها الثورات حتى الان (نجاح الثورة في ليبيا مسألة وقت ليس الا) لدهشنا من حجم الثروات السائلة والعقارية وغيرها التي يحتفظ بها هؤلاء الحكام واسرهم واعوانهم. والمرء يتساءل كيف كانوا يجدون الوقت الكافي لادارة شؤون بلادهم وهم مشغولون طوال الوقت بجمع ومتابعة وتنمية ثرواتهم من دماء الشعوب. لم يفكر احد منهم ان جزءا يسيرا جدا من ثروته ربما بضعة دولارات، يمكن ان تنقذ حياة طفل مريض في شعبه ربما كان في حاجة الى دواء لم يتسن لاسرته ان تشتريه له. ربما لم يفكر احد منهم ان هناك عشرات المئات بل ربما اكثر قد يبيتون جوعى لانهم لم يجدوا ما يأكلونه. هذه اشياء لم تدر بخلدهم ابدا ولا حتى عبرت مخيلة اذنابهم. الامر يبدو كما لو كان النهب المنظم هو المنهج القويم الذي يسير عليه هؤلاء. والغرب الذي يعرف كل هذه الكوارث بل ويحتفظ بهذه الحسابات الضخمة في بنوكه لا تهمه المباديء ولا القيم وانما المصالح، فعندما احتجزت سويسرا هنيبعل نجل القذافي ابن صاحب الضيعة الليبية لانه اساء التصرف بما لا يتماشى مع القوانين السويسرية قطع العقيد النفط عن سويسرا وسحب مئة مليار دولار من بنوكها كما نادى ابنه بتقسيمها بين جيرانها وذهب الرئيس السويسري الى ليبيا واعتذر عن اساءة سويسرا الادب مع نجل العقيد. اما جمال مبارك فقد كان يوزع اراضي مصر وقروض البنوك كما لو كان يجود بقروش قليلة من جيبه. ومازالت ثروة ال مبارك غير معروفة الى الان وقد يطويها الكتمان كسر من الاسرار الكثيرة التي يغص بها تاريخ مصر.

اما المبدأ الاخر في الدولة الضيعة فهو عدم احترام الشعب واختزاله في مرتبة العبيد. وهذه الدول تعامل على انها ضياع شخصية ليس فحسب من النواحي المالية والاقتصادية بل ايضا من النواحي السياسية والانسانية والاخلاقية فأقصى ما يحلم به هؤلاء الذين شاءت اقدارهم ان يولدوا في ارض الضيعة هي الحياة في مستوى متدن وغير ادمي والقبول، رغم ذلك، بكل شيء. ولا يحلم احد بالطبع من هؤلاء بالتطلع الى مناقشة الفرق بين ما يجب وما هو قائم والا كان مصيره الهلاك او على الاقل الابعاد والاقصاء.

وهؤلاء الحكام في العادة لديهم قناعة ان شعوبهم لا يمكن اطلاقا ان تفرز ابدا احدا افضل منهم ولا اكثر ذكاء ولا ابعد نظرا وحكمة. ولطول بقائهم في السلطة تترسب في نفوسهم بعض الظلال الخاطئة التي تحتل في اذهانهم موقع الحقيقة التي لا مراء فيها، فالعقيد يقول ان سلطاته في ليبيا لا تتجاوز سلطات ملكة انجلترا ويقول انه لا يشغل منصبا رسميا، اما الرئيس اليمني على عبدالله صالح فيصف اليمن بالتعددية والديمقراطية بينما هو يشعل مقعد الرئاسة منذ اكثر من 30 عاما.

ولكن تبدأ المخاطر عندما تظهر في الافق أي تحركات شعبية للمشاركة في السلطة او الثروة وهو ما يعد بمثابة انتزاع للضيعة من صاحبها (الشرعي) وتسليمها للعبيد. ساعتها لا يتورع السيد المالك عن ابادة العبيد فهو مطمئن الى ان اصول الضيعة طالما كانت قائمة يمكنه في لمح البصر ان يأتي بعبيد غيرهم حتى لو كان سيستوردهم. والانظمة العربية التي شهدت بلادها ثورات حتى الان لم تكن لتتردد لحظة في ابادة شعوبها باستخدام كل الوسائل. ولكن ربما كان من حسن حظ تونس ومصر ان الجيوش فيها مستقلة نوعا ما. صحيح انها جزء من النظام وتعتبر دائما موجودة في كواليس النظام وتوفر له الحماية ولكن عندما تجد هذه الجيوش نفسها في موقف الاختيار بين النظم والشعوب فانها في الغالب تلتحم مع الشعوب. حدث هذا في تونس وحدث في مصر وحدث بصورة ما والى حد ما في ليبيا. وربما يعود تفرد الحالة الليبية واختلافها عن مثيلتها في مصر وتونس الى تركيبة المجتمع الليبي القبلية الغالبة عليه وقيادة اولاد القذافي انفسهم لتشكيلات عسكرية هامة.

اطلقت النار على المحتجين في تونس وفي مصر ايضا ولكن زاد في مصر ان سيارات الشرطة والمطافي راحت تدهس البشر بقسوة في مشهد لا اعتقد انه سيفارق مخيلتنا على مدى اجيال. غير انه ربما كان الختام الصادق لحكم مبارك الذي دام 30 عاما عاث في البلد خلالها وفي المنطقة كلها فسادا وتخريبا متعمدا وكأنه ينفذ خطة شيطانية. وفي ليبيا ما زال العقيد يصر على استخدام الطائرات في قصف المدنيين وربما يتساءل المرء حقيقة كيف يتوقع ان يستمر في الحياة في ليبيا بعد ذلك حتى لو استطاع قمع الثورة وانسحبت الاساطيل الاجنبية من على شواطيء ليبيا رغم ان فرصة حدوث ذلك لا تتجاوز ربع في المئة؟. ولكن أليس هو السيد الذي يتجاوز حدود المساءلة والحساب ويمكنه دائما ان يحتمي بقلعته من العبيد ويتسلط عليهم بفضل زبانيته.

هل آن ان ينتهي نمط الدولة الضيعة من العالم العربي؟ ان هذه فرصة فريدة للشعوب العربية. لقد بدأتها تونس ونحن ندين لها بالفضل في ذلك. لقد قدم لنا التونسيون برهانا على ان ديكتاتورا راسخا ومتمكنا ومتمترسا بين اركان نظامه القوية لا يعد خلعه مستعصيا. غير انه من المسلم به ان الثورة بمجرد ان تبدأ في مصر فسوف يمتد صداها من الخليج الى المحيط. فأي حدث كبير في أي دولة عربية يعد الى حد ما حدثا فريدا خاصا بها ولكن هذا الحدث عندما يقع في مصر فانه يكتسب صفة العموم ويعد حدثا عربيا عاما وليس مصريا فحسب. على الشعوب العربية ان تتطهر من ادرانها التي تمثلها هذه النظم وتنظر الى الغد نظرة جديدة تفيض بالامل والحرية والثقة في المستقبل مثل بقية شعوب العالم.

الأربعاء، مارس 02، 2011














رائحة الفساد تهب من شرم الشيخ

قولوا لاخونا ف شرم الشيخ ريحتك غلبت أي فسيخ
سرقاتك طلعت بالجملة وفضايحك واصـــــلة المريخ
عزبة وبتديرها لمصلحتك من غير حسابات ولاتواريخ
والشعب اهو ملهي في احزانه ترمي له قشر البطيخ
****
لو كانت عزبة ووارثها او ضيعة في بر المنـــوفية
كنت ها تنهب فيها بحكمة او هاتسيب للفقرا شــوية
حتى عصابتك ما بتعتقش عز وغيره مـــن الالاتية
حالف ما تسيبها الا خرابة وتضــحي بحبة حرامية
****
بعتوا الارض كمان مساحات تكفي ممالك او امارات
بالملاليم او حتى بلاش ولصوصكوا عمـلوا شركات
والشعب طموحه واحلامه انه يعيش عــلى أي فتات
هو في وادي وانتوا في وادي والاثنين بينهم مسافات
****
لو كانت عزبة شخصية يمكن يوم يعتـــرض الناظر
ويقولك دا العزبة ها تخرب لو مش ها ندبر ونحاذر
لكن اعوانك ولصوصك فاهمين ان الشعب دا فاجر
امواله نهيبة وغنيمة لأي حرامي او متآمــــــــــــر
****
طول الوقت بتنهب فيها كنت ازاي بيجيـــــلك نوم
ولا الارقام والحسابات ورصيد اليورو المــشئوم
كان بيخلي ضميرك تايه من غير أي ندم ولا لوم
مع ان الأموال مسروقة من شعب محطم محروم
اقنعته ان موارد بلده ما تجيبلوش ولا فصين توم
وان العيش الحاف لوطاله يدعي يوماتي يارب يدوم
وانت بتلهف مع أولادك وفصيلة الغربـــان والبوم
وتقول العز ما بيدومشي أكنز قبل ما ييـــجي اليوم
وتلاقي الكرسي يبدحرج وتخش معـــــاه البدروم