يوم الحبر السري
مر اليوم
الاول من اول انتخابات رئاسية مصرية بعد الثورة دون مشاكل باستثناء بعض المشادات امام
اللجان وبعض المخالفات الصغيرة ولكن الحمد لله لم تنشب معارك كبيرة او يصاب احد
اصابات خطيرة او يقتل ونتمنى ان يمر اليوم الثاني ايضا على هذا النحو.
ما حدث
مع احمد شفيق من مهاجمة الجماهير له اثناء توجهه للادلاء بصوته والشتائم والسباب
الذي وجه اليه هو شيء ما كان يجب ان يحدث لان الرد على امثال شفيق من الفلول يكون
ببساطة بتجاهله وعدم انتخابه. وما كان يجب اصلا ان يرشح نفسه لهذا المنصب بل كان
يجب ان يبتعد تماما عن الاضواء. من ناحية اخرى من الصعب ان تنسي الناس ان شفيق كان
رئيس وزراء موقعة الجمل وان مبارك اختاره في اصعب لحظاته لانقاذ نظامه من الغرق
وانه ذكر ان المخلوع يمثل بالنسبه له مثلا اعلى. وعلى الرغم من كل ذلك فان ما حدث
معه مرفوض وغير مقبول.
أما صدور بيان من وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية بان الاعتداء على شفيق مدبر
وسببه ارتفاع مؤشرات التصويت لصالحه فهو امر غير مفهوم. ولو كان ما تعرض له شفيق
اليوم قد تعرض له مرشح آخر فهل كانت وكالة الانباء الرسمية ستورد مثل ذلك التعليق
على الخبر؟.
ومما يوضح
الامور اكثر ان بيان الو كالة الرسمية اضاف "الفريق شفيق بخير ومثل هذه
التصرفات الشاذة والفوضوية لن تثنيه عن المضي قدما في طريقه".
البيان
بصراحة لا يحتاج الى تأكيد في ان شفيق هو مرشح السلطة الأبرز.
اما الموضوع
الطريف اليوم فهو موضوع الحبر فقد شاع منذ امس ان الاقلام الموجودة في اللجان بها
حبر صيني يزول بعد دقائق او ساعات من استخدامه وان السلطات ستعيد تعليم الاوراق
مرة اخرى بحبر اخر لصالح شفيق. بل نقلت الانباء الينا ان سيدة راحت توزع الاقلام
على الناخبات وتدعوهن لاستخدامها وعدم استخدام الاقلام الموجودة في اللجان.
وموضع
الحبر رغم انه يبدو مثل نكتة الا انه يكشف عن ان المصريين لا يثقون بالسلطة
اطلاقا، رغم اننا لا يمكن ان ننكر ان السلطات ادارت انتخابات مجلس الشعب بحيدة
وشفافية تامة، من جانبها على الاقل. غير ان مبدأ عدم الثقة يعود الى ان مبارك
واعوانه على مدى 30 عاما لم يتركوا سبيلا لتزوير ارادة الناس الا وسلكوه ولا وسيلة
الا وجربوها.
وما ينسحب
على مقولة مثل مقولة الحبر يمكن ان ينسحب ايضا على النتيجة. ونجاح شخص مثل شفيق او
عمرو موسى يمكن ان يضع الناس امام علامات استفهام كبرى، وان كان دخول احدهما انتخابات
الاعادة كفيل بارباك الامور واثارة التحفز وسيطرة نظريات المؤامرة لدى الناس.
الانتخابات
فيما يتعلق بنتيجتها تبدو غامضة تماما وقد تكون النتيجة مفاجئة وغير متوقعة لان كل
الاستطلاعات التي تمت حتى الان لا يمكن الاعتماد عليها ولا الثقة فيها. ومصر ليس بها
مؤسسات كبرى لاجراء الاستطلاعات مثل جالوب او مؤسسة زغبي الدولية، كما انها ليست
معتادة على فكرة اجراء الاستطلاعات السياسية. بل ان الاستطلاعات التي اجريت من قبل
مجلس الوزراء فيما مضى كانت تتعلق بمستوى مشاهدة البرامج التلفزيونية مثلا او اداء
الحزب الوطني. ومن الصعب ايضا الاعتماد على استطلاعات الانترنت حيث ان الذين
يصوتون فيها شريحة لا تعد ممثلة بأي حال لكل فئات الشعب وكذلك ايضا تصويت المصريين
في الخارج لا يعد مقياسا لنتائج التصويت في الداخل. الاغرب من ذلك ان احد لم يجر
استطلاعا لاراء الناخبين أثناء خروجهم من لجان التصويت ولو بصورة عشوائية في لجنة
واحدة في كل محافظة.
ومن المتوقع
بناء على ذلك ان تكون النتيجة مفاجئة لكثيرين على الاقل، ان لم يكن للكل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق