الصفحات

الأربعاء، مايو 09، 2012

الدخول والخروج من الماراثون المجنون






   
انتخابات الرئاسة لدينا مسلية جدا بصورة تجعلني اجزم اننا لم نتعود بعد على فكرة ان يكون هناك اكثر من شخص مرشح لنفس المنصب..اي منصب، ولاسيما عندما يكون منصبا خطيرا وحساسا مثل الرئاسة. وكانت الامور سهلة للغاية في الايام الخوالي حيث كان يعرض علينا نائب الرئيس – بعد ترجل الفرعون عن العرش بالموت دائما – ونخرج نحن في يوم استفتاء هاديء وجميل لنقول رأينا في الرجل. وسواء كان رأينا ايجابيا او سلبيا لم يكن احد يعرف ولم يكن احد يهتم ولم يكن ذلك يغير من الامر شيئا. كان الفرعون يصعد الى العرش وسط تصفيقنا ويتم تتويجه.  

اما الانتخابات التعددية الاولى او بمعنى اصح  التي تعتمد على اكثر من مرشح لمنصب الرئاسة والتي اجريت للمرة الاولى في عام 2005 فقد شهدت لاول مرة الفرعون الجالس على العرش تهبط من عليه ليقوم بحملة انتخابية مدعوما بحزبه القوي ضد مرشحين اخرين. ولم يلبث الفرعون ان نكل بعد الانتخابات باثنين من ابرز منافسيه بينما تاه الاخرون في زحام الحياة ولم يعد احد يسمع عنهم. وكان من بينهم الشيخ الصباحي رئيس حزب الامة الذي قال انه لو نجح لاهدى المنصب لمبارك لانه هو الانسب؟!!

اما الانتخابات الحالية فقد شهدت عدة مفاجآت كان من ابرزها تراجع الاخوان عن وعدهم بعدم تقديم مرشح منهم وكذلك ترشيح عمر سليمان في اخر لحظة وهو الامر الذي دفع البعض الى التهديد بقتله كما اثار غضب الاخوان الشديد عليه وحفزهم الى تقديم قانون العزل السياسي الذي كانوا قد تناسوه تقريبا في غمرة الدفء الذي ساد علاقتهم بالمجلس العسكري. وانسحب سليمان لخطأ اداري – او هكذا قيل - وقدم الاخوان محمد مرسي كاحتياطي للشاطر الذي بدا ان هناك موانع قانونية لترشيحه. ورفض صلاح ابو اسماعيل لانه والدته – حسب ما قيل – تحمل الجنسية الامريكية. وجرى استبعاد شفيق في ضوء قانون العزل ثم عاد الى السباق مرة اخرى واليوم سمعنا انه خرج من السباق بحكم لمحكمة القضاء الاداري وقد يعود الى الماراثون الرئاسي ربما بحكم اخر.


ومن الواضح ان مسألة الدخول والخروج لسباق الرئاسة سيظل مستمرا حتى اخر لحظة. ولا احد يعرف ما الذي سينتهي اليه الامر في نهايق المطاف. ونحن لا ندري حقيقة من الذي سيصل الى خط النهاية في هذا السباق المجنون. والملاحظ ان الجميع ينفقون على الدعاية انفاقا هائلا سواء كانوا داخل الماراثون او خارجه. وقبل خروجه من السباق غطى اصلاح ابو اسماعيل جدران مصر كلها تقريبا وزجاج سياراتها بملصقاته. والان تجد ملصقات محمد مرسي تقريبا في كل متر في شوارع البلد مدعوما بثراء ورأس مال الإخوان.

لقد ظهرت شائعات بان الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح يحمل الجنسية القطرية كما قيل ان عمرو موسى له شقيق اسرائيلي. طبعا كل منهما نفى هذا الشائعات بشدة، ولكن لا يجب ان ننسى ان موضوع والدة الشيخ صلاح ابو اسماعيل كان في البداية ايضا شائعة. ومع اقتراب الانتخابات قد تبدأ عملية غربلة قوية للمرشحين فهذا لديه جواز سفر ماليزي وذاك والدته من اصل كيني وثالث لديه رخصة قيادة فرنسية ورابع اتضح انه متزوج من خادمته الفلبينية. وقد نصل في نهاية السباق ولم يبق احد ممن تقدموا من البداية.

ما الذي يمكن ان يحدث في تلك الساعة؟. لا احد يعرف ولكن المؤكد ان اللواء ممدوح شاهين الفقيه الدستوري للمجلس العسكري سيجد للامر مخرجا.


----------
كلمات دلالية - مصر- انتخابات - رئاسة - سباق - مرشحون - احمد شفيق - ممدوح شاهين

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

أو ربما نجد أحد المرشحين قد وصل للحكم بالفعل وادى القسم ثم نفاجأ بإحدى القضايا المرفوعة بخصوص الماراثون الرئاسي قد صدر فيها الحكم ضد الرئيس.. ماذا سيكون موقفنا إنلم يكن قد تمت تسمية نائب رئيس؟؟؟ مشكلة بلا حل .. لا اظن ان أحداً سينزل مرة أخرى لتلك الانتخابات

النجوم الزاهرة يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
عبدالعني محفوظ يقول...

على اي حال ليس هناك سوى اسبوع واحد ونري...ربما تكون نهاية الفيلم طيبة على غير ما نتوقع.