الصفحات

الخميس، فبراير 16، 2012







قبلة البرادعي تنتصر للثورة؟


مازالت تداعيات القبلة التي طبعها الناشط السياسي المصري محمد البرادعي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية على خد النجمة الامريكية الجميلة انجلينا جولي تتفاعل في مصر باعتبارها حدث من الاحداث الخطيرة التي ستغير مسار الثورة وتعيد تشكيل العلاقات المتوترة بين القاهرة وواشنطن.

وينظر كثير من المصريين الى قبلة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق لجولي في مهرجان برلين السينمائي الذي حضره بوصفه حائزا لجائزة نوبل في السلام وسلم النجمة الامريكية جائزة عن فيلمها "في الدماء والعسل" عن حرب البوسنة، باعتبارها بوادر مصالحة بين العسكر والامريكيين على خلفية العلاقات المتوترة بين الجانبين بسبب قضية التمويل الاجنبي لمنظمات المجتمع المدني في مصر.

ونظر اخرون الى الامر من الناحية الدينية فقال البعض ان المجلس العسكري كان بعيد النظر عندما استبعد البرادعي من أي ترتيبات سياسية خلال الفترة الانتقالية وعمل على مضايقته حتى تخلى عن ترشيحه للرئاسة. وحجتهم في ذلك ان البرادعي يعتبر من بعض النواحي "منفلتا" وليبراليا ليس فقط في السياسة، بل في العلاقات الشخصية وانه اذا انتخب رئيسا فقد يجعل من مصر "مبوسة"، وقد يصرف المصريون وقتهم في تبادل القبلات.

من ناحية اخرى يقال ان المجلس العسكري عقد اجتماعا طارئا لمناقشة الامر وتداعياته الداخلية والدولية ورد فعل امريكا المتوقع وما اذا كانت القبلة البرادعاوية يمكن ان تكون بداية تقارب بين الدولتين ام انها تنذر بتصعيد الخلاف على اعتبار ان قبلة البرادعي قد يفسرها الصقور في الادارة والكونجرس على انها استهانة من الجانب المصري بامريكا.

ويقال ان اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية اعلن ان الشرطة بريئة من أي تجاوزات حدثت في مهرجان برلين حيث لم يطلب اليها اصلا المساهمة في تأمينه. اما اللواء اسماعيل عثمان مسئول الشؤون المعنوية السابق بالمجلس العسكري فقد خرج عن صمته للمرة الاولى منذ احيل للتقاعد وقال ان ما حدث يمكن ان يؤدي الى ازالة الاحتقان بين واشنطن والقاهرة شريطة ان تسلم امريكا اموال الفلول النائمة في بنوكها على طبق من ذهب وليس من فضة.

أما اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشؤون القانونية فقال ان البرادعي لا يمثل الا نفسه وانه ليس لديه تفويض من أي جهة رسمية في مصر بتقبيل انجلينا جولي وان مصر ليست مسئولة عن أي تبعات سياسية لهذا العمل غير المسئول من جانب مواطن مصري لا يشغل منصبا رسميا.

وردا على تساؤلات بعض الاعضاء حول ما اذا كان البرادعي يجوز له ذلك من عدمه، وما اذا كان من الأصوب ان تسند مهمة تقبيل النجمة الامريكية الى المشير باعتباره رئيس السلطة التنفيذية في مصر والمعبر رسميا عن كافة فئات الشعب المصري، قال طنطاوي انه لم يتسلم دعوة رسمية لحضور المهرجان ولا لتقبيل النجمة الفاتنة كما ان مشاغله في مصر تحول دون سفره، ولكنه اوضح ان أي قبلة يسددها مواطن مصري لغادة امريكية مهما كان موقعه هي انتصار للشعب المصري ولطمة على وجه دعاة الفوضى.

من ناحية اخرى تباينت مواقف الاحزاب والحركات السياسية من قبلة البرادعي واستنكر حزب النور بشدة ما فعله البرادعي وقال نادر بكار المتحدث باسم الحزب انه ما كان يجوز له ان يصافحها بيده لانها اجنبية بالنسبة له فما بالك بتقبيلها، ودعا الى عدم تولي البرادعي أي منصب رسمي او ترشحه له.

اما حزب الحرية والعدالة فقد انقسم ازاء البرادعي فرأى بعض الاعضاء ان الضرورات تبيح المحظورات وانه انما فعل ذلك لنصرة المصريين وكسر العنجهية الامريكية والرد على التمويل الامريكي الساعي الى تخريب مصر، ومنهم من وقف من الامر موقف حزب النور. ورفع محمد ابو حامد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المصريين الاحرار صورة البرادعي وجولي ملوحا بها امام النواب في البرلمان هاتفا بان الشرعية الثورية انتقلت من الميدان الى المهرجان.

اما توفيق عكاشة فقال ان الصورة "مفبركة" وان البرادعي يحاول رفع اسهمه بين الشباب في مسعى للعودة الى الساحة السياسية التي خرج منها بسبب تدهور شعبيته.



ليست هناك تعليقات: