الصفحات

الخميس، فبراير 09، 2012







بلاها عصيان واحتفلوا بخلع مبارك


الذين اطلقوا الدعوة الى العصيان المدني في يوم 11 فبراير الذي يوافق تنحي او تنحية الرئيس المخلوع مبارك جانبهم الصواب كثيرا في اختيار هذا اليوم تحديدا للعصيان رغم ان نجاح مثل ذلك التحرك اساسا يعد موضع شك كبير.

هذا هو اليوم الذي خلع او خلع فيه مبارك ويجب ان يكون يوما للاحتفال بهذه المناسبة نجدد فيه العهد مع انفسنا، رغم كل الالام والكوارث التي وقعت منذ ذلك اليوم من العام الماضي، على المضي قدما الى ان نحقق كل اهداف ومطالب الثورة، في الوقت الذي لا نغفل فيه ان اول عوامل نجاحها هو الانتاج.

هذا اليوم بالذات يجب ان يخرج فيه الجميع ان لم يكن للعمل فللاحتفال بسقوط مبارك ومساعدة افراد الجيش والشرطة في تأمين المنشآت العامة وحمايتها. العصيان، على العكس من ذلك، يعني اخلاء الشوارع والمؤسسات للبلطجية المستأجرين من نزلاء طرة لكي يعيثوا فسادا في البلد فيحرقوا ويدمروا كيفما شاءوا.

واذا كانت الذكرى السنوية الاولى لموقعة الجمل شهدت مقتل اكثر من 70 شابا في بور سعيد، فكيف سيكون الاحتفال بذكرى سقوط الامبراطور نفسه. هذا يوم يحتاج الى ان تكون الجماهير فيه على حذر مما قد يدبره اعداء الثورة.

ثم من الذي نهدف الى الضغط عليه بالعصيان المدني؟. هل هو المجلس العسكري. انا لا اريد ان اقول لكم ما الذي يمكن ان يقوله اعضاء المجلس تعليقا على العصيان المدني لانه سيكون كلاما خارجا.

اذا تخيلنا ان المجلس العسكري سيهتز بعصياننا فنحن واهمون. المجلس له اقتصادياته القوية ولن نضيره في شيء لو مضينا في عصياننا عاما. اقتصاد المجلس قوي وراسخ وافضل من اقتصاديات دول اوروبية كثيرة ناهيك عن الاقتصاد المصري، وهو أمر طبيعي للغاية حيث يمكن جدا ان تجد دخل الفرد في امارة موناكو اعلى من دخل الفرد الفرنسي، ولن يتأثر بالعصيان ومن ثم سيكون وقعه كوقع الريش على بحيرة ساكنة. المجلس العسكري منح مصر في لحظة مليار دولار وهو مبلغ يحتاج "اقتراضه" من البنك الدولي او صندوق النقد الدولي الى مفاوضات تستمر ستة اشهر على الاقل.

واذا كنتم تفترضون ان حرص المجلس على صورته وخوفه من أي ضغوط خارجية سيجعله يسارع الى تلبية مطالب العصيان فانتم واهمون للمرة الثانية. المجلس لا يعنيه احد ولا يكترث بأحد سواء في الداخل او الخارج، واكبر دليل على ذلك ما يحدث مع جماعات المجتمع المدني المتهمة بتلقي تمويل من الخارج.

ان نجاح الثورة في خلع مبارك بعد ثلاثة عقود من الديكتاتورية لا يعني باي حال ان الشعب المصري وصل الى ذروة الثورية وان جميع افراده يعرفون ماهية العصيان المدني. اننا نحاول بالكاد ان نفهم معنى التظاهر السلمي، واعتقد ان طرح فكرة العصيان المدني نفسها يعد سابقا لاوانه.

ليست هناك تعليقات: