الصفحات

الاثنين، أبريل 02، 2012








المدونة لاتزال في حوزتي!!!


كان اول جهاز كمبيوتر اقتنيه في اواخر الثمانينيات او اوائل التسعينيات من القرن الماضي ورافق امتلاكه ضجة كبيرة وسعادة غامرة. وكانت الموضة في تلك الايام ان يكون لديك جهاز كمبيوتر طالما كنت قادرا علي ذلك، ولاشك ان الذين اشتروا اجهزة في تلك الفترة يلمسون التقدم الخطير في امكانيات الاجهزة وانخفاض اسعارها بمرور الزمن.  
ولما كان الجهاز يمثل بالنسبة لي طلسما غريبا فقد اتيت بزميل امريكي ليكشف لي على مواصفاته كما هي في الورقة التي اعطتها لي الشركة البائعة خشية ان اكون قد تعرضت للنصب. وفتح الرجل الجهاز واضاء نور القرص المرن ووجدت يدي تزحف اليه لاخراجه من الجهاز قبل ان تعاجلني صرخة منه :

Don't fuck with the floppy while the light is on

وسحبت يدي في هلع. وكان درسا قاسيا فلم تقترب يدي ابدا من اي قرص مرن اثناء مرور الضوء عليه بعد ذلك. وشرع يعلمني كيف افتح البرامج وكيف استخدم الاقراص المرنة وكانت مربعة وكبيرة ربما في حجم علة الاسطوانات الحالية. وكانت سعة الهارد ديسك في الجهاز لا تزيد عن 80 ميجا ولما تلف بعد عدة اشهر اشتريت هارد اخر 120 ميجا فكانت نقلة كبيرة تعكس التقدم الحثيث في سعة التخزين.

كان لي زميل لديه جهاز مماثل لجهازي وحدث ان اعطيته قرصا مرنا واكتشف ان القرص عليه فيروس وعدت بعد يوم اجازة لاجد الزملاء يستقبلونني استقبالا حارا فقد اكتشفوا في شخصي الضعيف مبرمجا كبيرا وحجة في عالم الكمبيوتر. لماذا؟ لان القرص المرن الذي اعطيته للزميل كان عليه اسمي، ولما كان قد وجد فيروسا على القرص ووجد هذا الاسم فقد اعتقد ان هذا هو اسم الفيروس وانني وصل بي التبحر في عالم الكمبيوتر ان اؤلف فيروسات باسمي. وشرحت لهم الامر فضحكوا كثيرا.

ومنذ عدة ايام اتصل بي صديق وهو يهنئني على اني اعدت مدونتي. ورغم انني دهشت في البداية من كلامه الا انني تعاملت مع الامر بحذر. فالمدونة لم يسرقها احد ولا يحزنون ولا يوجد سوى قلة قليلة من الناس تعرف انها مدونتي وهذا الصديق احدهم. ومع بعض الكلمات مني والصمت احيانا استطعت ان اجمع اجزاء الحكاية. وبعدها رحت اروي له كم كان الامر صعبا ومضنيا بالنسبة لي ان انتزع المدونة من بين مخالبهم!. ورحت اسهب في وصف المعارك الشرسة التي دارت بيننا على ارضية المدونة بل وخارجها وكيف انهم كانوا ينتزعونها لساعة لاعيدها لحوزتي في الساعة التالية ثم يعاودون التغلب علي وهكذا على مدى ثلاثة ايام.

ولما لمست دهشة صديقي حمدت الله على انني لست اقل الناس معرفة بشؤون الكمبيوتر والانترنت.  وسألني الرجل هل كان مخترق المدونة مصري؟ فقلت له ضاحكا انه بنجلاديشي. وبدا غاضبا لما اعتبره سخرية ولكني قلت له ان حطام المعارك التي تركت على ارضية المدونة بعد استعادتها الاخيرة شملت بعض حروف من اللغات الاسيوية ربما كانت تايلاندية او بنجلاديشية لا ادري.   

والواقع انني لاحظت بعض التغيرات الغريبة في المدونة في الفترة الاخيرة ولكني قلت انه ربما كانت اشياء تتعلق بالتحديث لدى الشركة المستضيفة ولم اكترث بالامر كثيرا الى ان نبهني الصديق الى ما نشرته مجلة "وصلة" التي تصدرها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان. وكانت المجلة قد اخذت مقالا من المدونة في التاسع من مارس وقالت ان المدونة اخترقت بعد ذلك بفترة قصيرة.


 وانا اقول انني لا ادري حقا هل حدث شيء من ذلك ام لا ولا اعرف حتى ما معني الاختراق. هل هو تخريب المدونة اي حذف اشياء منها ام الاستيلاء التام عليها بحيث تخرج عن سيطرة صاحبها؟.

وعندما اتصل بي صديقي ليبلغني بهذه الانباء. بدأت البحث عن كيفية اصلاح هذا الوضع وما يمكن ان يكون قد حل بالمدونة وقرأت عن فيروس اسمه Iframe هو الذي يصيب المدونات ومواقع الانترنت. ولكن لا ادري كيف يمكن ان يضع شخص مثل ذلك الفيروس في المدونة ولا كيف يتم سرقة كلمة الدخول اليها. وهذه كلها امور تبدو كثيرا فوق معرفتي.

وكان اسوأ ما فعلته هو انني غيرت برنامج مكافحة الفيروسات على الجهاز ببرنامج اخر اسوأ. وطلب البرنامج رقم الترخيص فلم يكن متاحا فوافق على ان يعمل لمدة شهر تحت التجربة. وبدأ البرنامج الجديد يتصرف بطريقة مجنونة وكان قد اشترط لوضعه ان يزيل البرنامج الاخر. واشار الى ان ملفات كثيرة موضع شك ومصابة بفيروسات مختلفة وبدأ يحذف الكثير منها حتى برامح ملفات استخدمتها لاشهر طويلة وسليمة وملفات قيل لي انها لا يمكن اطلاقا ان تصاب بفيروسات.

الاسوأ من ذلك انه بدأ يتدخل في وثائق ميكروسوفت وورد فيحذف منها الترجمة العربي بعد ان ابذل وقتا ومجهودا فيها، بل ويفعل اشياء غريبة. وشعرت كما لو كنت واقعا تحت اسره تماما وانه بعد قليل ربما يملي علي اسلوب حياة جديد بالمرة. واكتشفت ان الاستغناء عن المدونة او عمل مدونة اخرى ربما كان اسهل كثيرا من كل هذه المتاعب على افتراض ان المدونة بالفعل اخترقت.

واتصلت بصديق فقال ان بعض البرامج تتصرف بهذه الطريقة المجنونة واحيانا ما تأتي هي نفسها بالفيروسات كوسيلة للبيع. واخذت جهازي وتوجهت اليه حيث وضع لي نسخة جديدة من برنامج وندوز 7 الاكثر احكاما من أكس بي ووضع لي برنامج لمكافحة الفيروسات لم يكتشف ذلك العدد الهائل من الفيروسات الذي اكتشفه البرنامج الاخر.

لا ادري حقيقة اذا كان هناك من يريد او يسعى الى اختراق المدونة أو تدميرها او ما اذا كانت قد جرت محاولات لذلك. ولكن الاسوأ هو ان يستغل شخص معرفته بهذه الامور في الاضرار بالاخرين وليس فائدتهم.

حتى الان انا لا دري ما اذا كانت المدونة قد اخترقت. ولكن اذا كان اي شخص يحاول اختراقها فعليه ان يدرك شيئا بسيطا للغاية : انه ليس اسهل من عمل مدونة اخرى خلال عشر دقائق وربما أقل.

وفي النهاية فان كل ذلك لم ولن يغير من الامر شيئا بالنسبة لي وما كنت ارغب في ذكر الموضوع  لولا المتاعب التي سببها لي تغيير برنامج مكافحة الفيروسات.
       



ليست هناك تعليقات: