الصفحات

الثلاثاء، أكتوبر 09، 2012

من يوميات مواطن محروق




محمد البوعزيزي


قررت ان اضرم النار في نفسي امام مجلس الشعب سعيا لاثارة ثورة يمكن ان تطيح بنظام مبارك. صحيح ان كثيرين فعلوها قبلي ولم يؤد ذلك الى الثورة المنشودة. ولكني كنت واثقا اني بمجرد ان اضرم النار في نفسي سيكون ذلك بداية ثورة لا تبقي ولاتذر.. ثورة حتى النصر تطيح بنظام مبارك كله في ايام وربما في ساعات. واذا سألتني من اين جاءك اليقين لن استطيع ان اقدم جوابا شافيا ولكنه بصراحة هو الاحساس الداخلي وربما الحدس.

اخترت يوم 25 يناير حيث ستكون الشرطة مشغولة في قمع المظاهرة التي قال الشباب على الانترنت انهم يعتزمون القيام بها ذلك اليوم وقدرت انها ككل المظاهرات التي نظمت على مدى سنوات وكان لي شرف حضور بعضها، ستقتصر على بضع عشرات يقفون على سلم نقابة الصحفيين ويهتفون ضد النظام من حناجر قوية ثم لا يلبثوا ان يتوجهوا الى منازلهم قانعين بانهم قاموا بواجبهم الوطني. ولما كان اليوم هو عيد الشرطة فان تواجدهم سيكون خفيفا في منطقة مجلس الشعب بما يتيح لي تنفيذ مخططي باحكام.

كانت زوجتي اول من علم بالمشروع فسألتني ولماذا؟ جلست نحو ساعة اعدد لها المظالم من فصلي من الشركة بسبب رفضي الفساد الى رفض وزير التعليم نقل سارة من مدرستها الى مدرسة شقيقتها  وفي النهاية قالت عندك حق. ولكنها كانت ما زالت غاضبة، ليس لانني قررت ان اضرم النار في نفسي بل لانني لم اشركها في الامر منذ البداية. قلت لها غاضبا "هذه ليست ثلاجة سنغيرها او ستائر جديدة سنشتريها..انه مصير امة ومستقبل شعب..وهو امر غير خاضع للنقاش". صمتت على مضض ولكنها اوصتني ان اخذ معي الكثير من البنزين..كمية كافية.
- مش عاوزين نتشحطط وراك في المستشفيات.
- ما تخافيش مش ها تتشحططي.
- طبعا انا ها اقولهم ان انت عملت كده بسبب رفضهم نقل سارة..على الاقل يوافقوا على نقلها وتبقي انت مارحتش هدر.

سمعت يارا بالموضوع فاسرعت تنقل الخبر لسارة. وسألتها سارة:
- هو فين مجلس الشعب دا؟
- دا بعيد عن هنا.
- يعني في بنها؟
- لا مش في بنها..بعيد عند المترو.
- المترو الى سلالمه بتطلع لوحدها.
- ما اعرفشي.

ودخلت سارة الى الغرفة لتتأملني وربما تتخيل كيف سأبدو لها عندما اكون محروقا.
ولكنها قالت لي محذرة :
- اوعي تبوسني وانت بتتحرق علشان ما تحرقنيش.
- ما تخافيش مش ها ابوسك.
ولكنها قالت في انفعال موجهة السؤال الى يارا وامها:
- ازاي بابا ها ينام جنبي بعد ما يتحرق وها يوسخ السرير.
ولكن يارا قالت لها ياغبية بابا لما يتحرق مش ها ييجي هنا تاني دا ها يطلع السماء على طول.

وشعرت سارة بالارتياح للاجابة.

جاءت حماتي ليلا عندما علمت بالخبر. لم تبذل جهدا لاثنائي عن عزمي اما لانها تعرف ان كلامها لن يلق مني اذانا صاغية او لانها لم تكن تهتم كثيرا. ولكنها جاءت بالاساس لترتب امور الاولاد بعد رحيلي الوشيك. وقالت بعد ان جلست وهي تنظر الى بامتعاض:
-  على أي حال انا بنتي اصيلة ومش ها تفكر في الجواز قبل الاربعين.

قلت لها ضاحكا : ما تخليهم خمسين او ستين ياحماتي..حبكت الاربعين يعني.

قالت غاضبة:
- لا ناقص بنتي تترمل في عز شبابها وتقعد لابسة عليك الاسود بقية حياتها..هي كانت شافت يوم عدل معاك تحكي عليه.
شعرت زوجتى بالقلق وقالت لها هامسة:
- مافيش داعي ياماما للكلام دا في ساعات الوداع.

علم الجيران فزاروني بالليل واحتشدوا في الصالة هم واولادهم وزوجاتهم وقالوا انهم سيأتون معي ليشدوا ازري ويشجعوني في اللحظات الاخيرة ولكني كنت اعرف انهم سيأتون للفرجة.

وانصرفوا ولكن رئيس اتحاد الملاك تلكأ على الباب وهمس لي :
- ارجو ان تبلغني اذا كان عليك أي ديون لاقوم بسدادها عنك؟. انت اخي وسيسألونك هناك عن ديونك.
قلت له بهدوء انني دفعت مبلغ اصلاح الاسانسير والشهر القادم من اشتراكي في اتحاد الملاك وحصتي في اصلاح موتور المياه.
وانتفض الرجل واقسم برأس ابيه انه لايقصد ذلك ابدا وانما اراد ان يعرف ان كان على ديون لاشخاص اخرين فطمأنته.

زارني اخي بالليل واتفقنا على تفاصيل الخرجة والاتوبيسات التي ستنقل المشيعين الى القرية وقال انه سيرتب كل شيء على افضل وجه يرضيني ويريحني في العالم الثاني. ومددت له يدي بمظروف به بعض النقود ولكنه اقسم ان تكون كل ترتيبات الخرجة هدية منه لبطل عظيم مثلي يضحي بنفسه من اجل مصر والححت عليه فاصر اكثر. ولم ينهض اخي بل ظل يتقلب في مقعده قليلا فقلت له - مالك؟
فقال مبتسما:
- لا ما فيش حاجة؟
- اتكلم..قول الى انت عاوز تقوله كله..الوقت مش محتاج كسوف.
- يعني انا كنت باقول يعني على المكتبة..سارة ويارا صغيرين ومش ها يعرفوا قيمتها..كنت يعني باقول ايه رأيك لو خدتها عندي لحد ما يكبروا وبعدين اجيبها لهم.
- طبعا يا اخي ممكن تنقلها في أي وقت.
وابدت زوجتي حماسا شديدا فهي تعتبر ان الكتب مصيبة. تزحم البيت بدون جدوى. وكثيرا ما اشارت على بنقلها الى اي مكان اخر "لحد ما ناخد شقة كبيرة ويبقي لك فيها مكتب ومكتبة و...".
قالت بحماس لاخي.
- على فكرة ممكن تجيب عربية وتاخدهم دلوقتي وانا ها اساعدك وارتبهم لك في كراتين.
ولكن اخي اقسم الا يمد يده الى كتاب الا بعد الخرجة.

بقيت امامي بضعة ايام على الموعد فقلت لماذا لا اجرب ان اتصل بالمسؤولين لدينا لابلغهم بالامر.

طلبت وزيرة الاسرة والسكان مشيرة خطاب:
- انا نويت ان اذهب الى مجلس الشعب واحرق نفسي.
لم تسألني عن السبب بل سألت : كم عدد افراد الاسرة؟.
- اربعة.
- وهل تعتزم الاسرة ان تحرق نفسها معك ام انت وحدك؟
- قلت لا..انا وحدي.
قالت في خيبة امل:
- لن يؤثر هذا في الزيادة السكانية. على أي حال ارجو ان تقدم الاسرة شهادة الوفاة بعد وفاتك.
- لماذا؟
- حتى نقيدك ضمن الزيادة السكانية السلبية.

خطر لي ان اتصل بوزير الضمان الاجتماعي وكان اول سؤالي القاه علي:
- هل تحصل على أي مخصصات تموينية من الوزارة؟
واجبته بالنفي ولكنه بدا غير مصدق.
- اذا كنت تحصل على أي مخصصات تموينية واستمرت الاسرة في صرفها بعد رحيلك فانك تعرضهم للمساءلة القانونية وربما السجن ايضا.
اكدت له مرة اخرى ان الاسرة لاتحصل على أي مخصصات من أي جهة.
- على أي حال انا نصحتك. لا تعرض اسرتك لمتاعب قد يكونوا في غني عنها.

اتصلت بعدها بوزير الصحة ورويت لي الحكاية كلها فقال ان المستشفيات مكتظة ولن يكون لي الاولوية على أي شخص اخر في الحصول على سرير في أي مستشفى تابعة للوزارة لانني انا الذي احرقت نفسي عمدا وانه سوف ينبه على كل المستشفيات بذلك.

بعد عناء تمكنت من الاتصال بوزيرة العمل التي اشتهر عنها تقبيلها ليد سوزان مبارك فقالت ان الوزارة ليست مسئولة عن أي عامل ينتحر خارج موقع العمل كما انني لست مصنفا لا بين العمالة الماهرة ولا غير الماهرة.

قلت لها ان قانون العمل المتداعي لديكم هو السبب في فصلي فردت انها لا تضع القوانين ويمكنني ان الجأ الى الدكتور سرور في هذا الشأن.   

اتصلت بالدكتور سرور فتجاهل كلامي عن القوانين وسألني هل سبق لي الترشح قبل ذلك لمجلس الشعب او كنت عضوا سابقا فنفيت اي علاقة لي بالسياسة. فقال لي ان القوانين يتم تمريرها بتصويت الاغلبية عليها وبصورة ديمقراطية "لا تخر المية" وان كل مواطن حر في حياته وان الدستور يكفل لي اقصى صور التعبير عن حريتي بما فيها الانتحار ثم اغلق السماعة في وجهي.

اتصلت بحبيب العادلي وزير الداخلية. كان مشغولا على ما يبدو مع كبار الضباط في التخطيط لقمع مظاهرات 25 يناير الوشيكة. انتزع نفسه لحظات على ما يبدو من الاجتماع الهام ليصب فوق رأسي قاموس البذاءة ثم حذرني من عمل اي تجمهر في الشارع او تعطيل المرور وانه في هذه الحالة سيقبض على ويودعني السجن حتى لو كنت جثة هامدة.

اتصلت بوزير المالية فسألني اذا ما كنت انا ممولا فلما نفيت قال هل لديك اي ملف ضريبي لم يتم اغلاقه. فنفيت ايضا سألني مرة اخرى هل قدمت اوراق الضريبة العقارية فقلت انني ليس عندي ما يستحق ان اقدم عنه اقرار ضريبة عقارية. فقال "يمكنك ان تفعل ما تريد..ولكني احذرك..اي ضرائب عليك سيتحملها الورثة".

اتصلت بشيخ الازهر وسألته عن موقفي الديني فطمأنني الى انني سأذهب الى جهنم وبئس المصير لأنني سأقتل نفسا "بريئة" بغير وجه حق.
- ولكن ياسيدي انا اضحي بنفسي من اجل الاخرين..الا يعد هذا ايثارا..اذا نشبت ثورة اطاحت بمبارك ورفعت الظلم عن الملايين..الا يغفر لي ذلك؟..انني بذلك...

وانقطع الخط فجأة. عاودت الاتصال مرات ولكنه ظل مشغولا لمدة ساعتين كاملتين.

اتصلت بالمشير طنطاوي وزير الدفاع وابلغته بما عزمت عليه فكان اول اسئلته - هل انهيت خدمتك العسكرية؟.  
- نعم.
- وهل سلمت كل مهماتك؟
- نعم؟
- كيف كانت شهادة انهاء الخدمة لديك؟
- قدوة حسنة.
- هذا جيد..طالما انهيت خدمتك العسكرية يمكنك ان تفعل ما تريد بنفسك. حق الوطن هو اهم شيء يجب ان تستوفيه.
- ولكن أين حقي انا ياسيدي من الوطن؟.
ابدى تململا قليلا ثم قال:
- الوطن يعطي لكل مواطن حقوقه طالما قام المواطن بواجبه.

لم أشأ ان ادخل معه في جدل بيزنطي.

- ولكني اريد ان اعرف ياسيدي..اذا المنية انشبت اظفارها..اين اجدك انت والجيش؟
لم يبد انه فهم  قصدي.
- اقصد اذا ثار الشعب لاضرامي النار في نفسي..فما هو موقف الجيش؟.
- انت مجنون..مع السلامة.
- ولكن ياسيدي..انا ذاهب لاحراق نفسي وما ستقوله لن يعرفه أحد.
ابدى ترددا وشعرت انه يفكر في وضع السماعة ولكنه قال في شبه همس:
- ماذا تريد؟
قلت له بنفس طريقته الهامسة:
- اريد ان اعرف..اذا ثار الشعب بعد ان احرق نفسي فما هو موقف الجيش؟.
- من قال لك ان الشعب سيثور؟
- سنفترض مجرد افتراض انه ثار..ما موقف الجيش؟
- لست انا الذي يحدد موقف الجيش.
- اذن فهو الرئيس مبارك؟.
- ولا الرئيس مبارك.
- اذن فهو قائد الاركان؟
- لا ولا قائد الاركان.
- قائد المنطقة المركزية؟
- ولا قائد المنطقة المركزية.
- اذن من يا سيدي؟
- الثورة هي التي تحدد موقف الجيش..اذا كانت الثورة قوية لا يمكن لاحد ان يقف في طريقها ولا حتى اعتى الجيوش..مع السلامة.
واغلق السماعة على عجل.

بقي عندي بعض الوقت فقلت اتصل بالرئيس مبارك. وعانيت الامرين الى ان وصلت اليه. وقال لي الرجل الجالس على السويتش في الرئاسة ان امامي دقيقتان تحسبان من بدء فتح الخط مع سيادة الرئيس.

جاءني صوت الرئيس على الهاتف هادئا مطمئنا وبدأ حديثه مثل موظف علاقات عامة اجاد التدرب في عمله. قال انه سعيد باتصال المواطنين به وتلبية مطالبهم وانه يشعر بنبض الشارع وكلام كثير من ذلك الذي كان يقوله الصحفيون الافاقون الذين يلعنونه الان في الصحف الحكومية وغيرها.

بدأت احكي له الحكاية فاعرب عن دهشته:
- ألم تجد سوى هذه الوسيلة للانتحار؟.
- نعم لم اجد سواها.
- ولكن هناك وسائل اخرى لحل مشكلتك.

شعرت للحظة ان الرئيس بدأ يضعف وانه على وشك ان يشرع في تقديم تنازلات. لاشك لدي انه يرتعد الان ولكنه يحاول ان يبدو متماسكا. الم تطح ثورة فجرها البوعزيزي عندما اضرم النار في نفسه بديكتاتور مثله في تونس؟. قررت ان ازيد الضغوط عليه وارفع سقف مطالبي.
واتاني صوته على الهاتف وهو يلح:
- ولكني اقول ان هناك وسائل اخرى لحل مشكلتك غير احراق نفسك امام مجلس الشعب.
- لا ياسيدي انا قررت ذلك ولن اتراجع عنه مهما كانت الظروف.

تخيلته واقفا في مكتبه يرتعد من فرط الخوف. التليفون في يده يهتز ويبدأ في الانهيار فيرتمي على اقرب مقعد. كان يفكر في دعوتي الى القصر لكي يحل كل مشاكلي حتى لا افجر الثورة التي ستطيح به وهو امر هين بلاشك بالنسبة له. مبلغ صغير لن يبلغ أي نسبة في المئة من تلك الاموال التي هبشها على مدار 30 عاما من اموال المواطنين. زين العابدين مكث في السلطة 23 عاما وعرف ان لديه في باريس فقط خمسة مليارات يورو غير العقارات والاموال الاخرى. ثم ان زوجته اخذت طنا ونصف من الذهب وهي تغادر تونس. فما بالك بمن مكث على الكرسي 30 عاما.  

وجاءني صوته متوسلا يدعوني الى زيارته في القصر. عرفت انه سيعطيني ذهبا فالاموال التي لديه لاشك كلها تنام في بنوك سويسرا ودول اخرى. والاقرب هو الذهب الذي يعد بالنسبة لهؤلاء الحكام بمثابة الفكة او مصروف الجيب. ودخلت القصر ويبدو انه نبه على الحراسة الا تعترض طريقي. كان ينتظرني على باب مبنى صغير في القصر في ترينج رياضي واخذني الى الداخل وهبط بي الى طابق سفلي وفتح بابا سريا يبدو مثل الجدار ولو لم يكن لديك معرفة مسبقة به لما خطر لك ابدا انه باب. ودفع بي الى الداخل ثم وقف على الباب.
- خذ ما شئت من الذهب.
وعلى سبيل الاحتياط قلت احذره وانا ادلف الي الغرفة:
- سيدي الرئيس..احذرك من اي خدعة..الشعب سيأتي كله لو تأخرت في العودة اليهم لوقت معين.

وجاءني صوته من على الباب الذي اسند يده اليه ووجهه يبدو عليه الارهاق.
- اتنيل على عينك وخد الى عاوز تاخده بسرعة. انا مش قادر اقف.

وجدت امامي عددا كبيرا من الحقائب التي كانت معبأة وجاهزة. كنت ارتدي الجاكت الاخضر الذي يوجد به جيوب من الداخل والخارج. ورحت افتح الحقائب بلهفة واغرف منها الذهب واضعه في جيوبي. لم افتح سوى حقيبة واحدة ولكن جيوبي لم تمتلأ فقد كان فيها مشغولات كبيرة الحجم لا تسعها جيوبي. وبدأت ابحث عن قطع صغيرة الحجم وثقلية. وفي لحظة كان واقفا الى جانبي. انتزع تمثالا صغيرا من الذهب من يدي قائلا في سخط:
- هذا تاريخ..اتركه.
لم أسأله اذا كان التاريخ حلال له وحرام على بل انصرفت الى الحقيبة الثانية لاكمل بقية جيوبي وازيد في حشوها. وعندما شعرت انني انوء بثقلها خرجت من باب القصر دون ان يودعني. والقيت بنفسي في اول  سيارة اجرة توقفت متوجها الى البيت.

وانتبهت على صوته على الهاتف مرة اخرى ولكن به نبرة سخرية هذه المرة.

- اقول لك ان هناك وسائل اخرى يمكن ان تحل بها كل مشاكلك.
كان صوتي اكثر اصرارا.
- لن أغير موقفي.
تجاوز حوارنا الدقائق الثلاث ولم ينقطع الخط. كنت اعرف انني بمجرد أن ابدأ الحوار معه فلن يستطيع عامل السويتش قطع الخط عليه وهو يتحدث.
- ولكن هناك طرق اخرى...
قلت في اصرار اكبر.
- لا
- الا تحب ركوب العبارات؟.
- لا
- ولا القطارات؟.
- لا
- ولا الطائرات
- لا
- هذه طرق افضل.
- لا
- اذن فليس امامك سوى الذهاب الى مجلس الشعب.
وقبل ان ارد عليه كان صوت السماعة يصطك بأذني.


ليست هناك تعليقات: