الصفحات

الخميس، أكتوبر 25، 2012

لنترفق قليلا بصنمي عبدالمنعم رياض وعمر مكرم

 
عمر مكرم


الشيخ يوسف البدري لا فض فوه يدرك ما نعيش فيه من جاهلية واوثان وانحراف ديني ولذلك اقترح الرجل حتى تتطهر مصر من هذه الاوثان والادران الغريبة ان يتم هدم كل التماثيل والأصنام درءا  للفتنة وخشية ان يعود الناس في القرن الحادي والعشرين الى عبادة الاصنام.
 
وانا مع الخطة قلبا وقالبا ولكي نطهر البلد تماما علينا ايضا ان نهدم الاهرامات الثلاثة خاصة وان هدمها الان اصبح امرا ميسورا بفضل التكنولوجيا الحديثة واختراع الديناميت إحدى مآثر نوبل. صحيح ان بن يوسف نجل صلاح الدين الايوبي سعى من قبل الى هدم هرم منقرع واحدث في جانبه فجوة كبيرة ولكنه ادرك ان المشروع يستحيل استكماله بالتكنولوجيا البدائية التي كانت متاحة على ايامه.
غير اني ارجو ان نترفق قليلا بصنمي عبدالمنعم رياض وعمر مكرم فقد كان الصنمان شاهدين على الثورة المصرية منذ انطلاقتها الاولى وكم سهرا مع الناس في ميدان التحرير اثناء الثورة وفي الجمع العديدة التي شهدت اكتظاظ الميدان بالمتظاهرين والمحتجين. ويجب الا ننسى لعمر مكرم انه رفع لافتة يوما مطالبا مبارك بان يرحل. كذلك علينا ان نذكر لصنم عبدالمنعم رياض ان موقعة الجمل بكل دمويتها وعنفها وبشاعتها وقعت تحت عينيه. ولعل الصنم كان يتمزق غيظا من هذا الظلم الفج والسافر ولعله شعر بالخجل من تلاميذه العسكر الذين سمحوا لكل هذه الدماء ان تراق تحت بصرهم على مقربة منه.

ولو مددنا نظرنا قليلا لوجدنا ان صنم سيمون بوليفار ايضا يستحق ان نعفو عنه. ولعل بوليفار لم يكن يدري انه سيأتي عليه يوم ويوضع صنمه في قارة بعيدة عن موطنه وفي بلد غريب تقوم فيها ثورة يكون من مطالبها هدمه. وصنم بوليفار وان كان يبعد قليلا عن الميدان الا انه ايضا شهد من الثورة ما شهد وتناهت اليه انات الجرحي وزفرات الشهداء في الميدان وفي مسجد عمر مكرم القريب. ولو كان بوليفار مد رقبته قليلا وهو واقف مكانه لتسنى له رؤية سيارة السفارة الامريكية الشهيرة التي كانت تدهس المتظاهرين يوم جمعة الغضب وكانت متوقفة بشارع الشيخ ريحان بعد ان اصطدمت بعامود كهرباء.
عبدالمنعم رياض

والتصريح على غرابته عادي جدا في بلد يعتقد البعض انها قامت بثورة للتخلص من نظام حكم بشع فاذا بها تغرق في التفاهة والهيافة والخيبة الثقيلة مشغولة عن عمد او بعفوية متأصلة عن الاهداف الحقيقية للثورة وابرزها تحقيق العدالة الاجتماعية.

مثل هذه الفقاعات الغريبة التي تطفو على السطح من آن لاخر لا احد يعرف حقيقة هل هي لالهاء الناس بتفاهتها ام حب الظهور واحتلال مساحة في وسائل اعلام اصلا تبحث عن كل ما هو تافه لتسوقه الى الناس ام للتشاغل المتعمد عما يجب ان يتم بعد الثورة من ضرورة القضاء على الفساد والتخلص من ذيول الديكتاتورية وتحقيق تنمية اقتصادية يمكن ان تضمن للمواطن المصري الحد الادني مما اصطلح البشر على تسميته بحقوق الانسان.
سيمون بوليفار

المثير للمفارقة ان مثل هذه الدعاوى الخرقاء تسيء الينا وتسيء الى الاسلام الذي يدعي اولئك انهم خدمه وسدنته. كلنا بالطبع قرأ عن الدعوة الى المضاجعة الاخيرة التي قيل ان البرلمان المصري ناقشها قبل حله. وكانت بالطبع كذبة من صحفي مصري لا يستحق الذكر ونشرتها الصحف الاجنبية وان كان البعض منها ادان المقالة باعتبار انها في حقيقتها نوع من التشنيع الرخيص على الاسلاميين. وهناك مقالة اخرى نشرت في مجلة   Frontpage Magazine في يوليو 2012 – هدفها التشنيع ايضا - حول الدعاوي التي نشرتها بعض الصحف العربية نقلا عن شيوخ مصريين وعرب تدعو الى هدم الاهرامات باعتبارها رمزا للوثنية قرأها خلال فترة قصيرة اكثر من 400 الف شخص. وهذا رابط المقالة http://frontpagemag.com/2012/raymond-ibrahim/muslim-brotherhood-destroy-the-pyramids/.

ان القول بان الناس يمكن ان تعود الى عبادة الاوثان في القرن الحادي والعشرين هو استهانة بالعقول وتسفيه لها ومن يتحدث عن شيء مثل ذلك لاشك انه معزول عن الحياة وعن العالم ويعيش في قرون غابرة وسحيقة ولا يدري من امور الحياة التي يحياها شيئا. هل نذكر طالبان ومحاولاتها المجنونة لهدم تمثال بوذا في افغانستان. التفكير الطالباني لا احد مستعد لتقبله في العالم كله وعلى الازهر الذي يفترض انه المؤسسة الدينية الرسمية ان يرفض هذه الدعوات بشدة.


ليست هناك تعليقات: