الصفحات

الثلاثاء، أكتوبر 23، 2012

الاخوان وخضرة المحشي




محمد مرسي
ماري انطوانيت



شيمون بيريز










يروي سعد الدين وهبة حادثا طريفا عندما كان يعمل في الصعيد كوكيل نيابة وذهب مع مأمور المركز لحضور جنازة احد أعيان الصعيد. واثناء الجنازة وهم يوارون الميت الثرى وفي لحظات دقيقة للغاية انفجر احد ابنائه باكيا وهو يخاطب ابيه: "ما تزعلشي ياغالي..انت سايب وراك رجالة جزمة الصغير فيهم برقبة الى واقفين دول كلهم". واشار بيده الى كل المشعين. ويقول وهبة انه تمالك نفسه حتى لا ينفجر ضاحكا بينما همس له المأمور : المرحوم ما شاء الله عرف يخلف.

اتذكر هذا الحادث الطريف كل يوم عندما يخرج علينا الاخوان بخطاب غريب ومريب. فمن الحديث الخائب عن توفر المانجو في الاسواق وانخفاض اسعارها الى رسالة مرسي العاطفية الى شيمون بيريز. وانخفاض اسعار المانجو يذكرنا بالحادثة التاريخية الشهيرة التي يقال انها ألصقت بماري انطوانيت ظلما. فالشعب الذي لا يتوفر له لقمة العيش لن يعنيه تكدس المانجو في الاسواق لان هناك الكثير من فئات الشعب المصري لا تعرف تناول الفاكهة على الاطلاق واعتقد إن هذا ليس بالامر الغائب على الاخوان ومن ثم فان انخفاض اسعار المانجو لا تعنيهم في شيء. واذا كان الشيء بالشيء يذكر فاني الفت انتباههم الى انخفاض اسعار البرتقال ايضا والطماطم وخضرة المحشي ومن يدري ما الذي ستحمله الينا الايام من بركاتهم الكثيرة.

الرسالة العاطفية التي ارسلها مرسي الى الرئيس الاسرائيلي لاعتماد سفيره هي ايضا تكشف مدى التخبط الغريب في خطاب الاخوان. وليس من المتوقع بطبيعة الحال إن يكتب مرسي الى بيريز على طريقة الشاب المكلوم ويقول له "انني ارسل لكم بسفير يساوي الحذاء الذي ينتعله حكومتكم وشعبكم". وهناك اعراف دبلوماسية متفق عليها في صياغة هذه الرسائل ولكن اللغة الدبلوماسية يمكن إن تكون باردة وجافة وتفي بالكاد بالغرض ويمكن أن تكون مسرفة في التعبير عن دفء العلاقات وهو ما اختاره مرسي في رسالته. والمفارقة هنا هي أن الرسالة تتناقض مع خطاب الاخوان المعلن عن تحرير القدس ودعم الشعب الفلسطيني واخر الطنطنة الفارغة التي صدعونا بها. اطرف ما في الامر ان الاسرائيليين يرشحون مرسي بفضل خطابه البليغ لجائزة نوبل للسلام.

الاخوان هدموا الانفاق بصورة ربما تفوق ما كان يقوم به مبارك والذين فرحوا بمجيئهم للسلطة في حماس يشعرون الان بخيبة الامل والاحباط. أما قطر كما يقول المحلل الاماراتي سلطان القاسمي فقد خصصت نحو ربع مليار دولار للبينية التحتية في القطاع المحاصر واقامت مكتبا دبلوماسيا لها فيه كما اعلنت عن زيارة مزمعة لاميرها الى القطاع.

ربما كان الاخوان في سنة اولى حضانة بالنسبة لشؤون الحكم ولكنهم لا يتعلمون بسرعة ومصر في وقت لا تحتمل فيه الصواب والخطأ ولا التناقض الفج في التصرفات.

ليست هناك تعليقات: