رئيس مصر القادم "استيراد" من عزبة شلبي؟؟!!!!!
ابناء القاهرة البسطاء الذين يمتلكون سيارات تعود الى السبعينيات من القرن الماضي وحتى الستينيات والخمسينيات، يعرفون جيدا ما تعنيه عزبة شلبي ووكالة البلح، حيث تكون اعباء امتلاك هذه السيارات، التي يقتنيها هؤلاء في الغالب من اجل الحفاظ على قدر من الوجاهة الاجتماعية، اكثر كثيرا من فائدتها. وعندما تتعطل السيارة ينصحك الميكانيكي بان تذهب لشراء قطع الغيار "استيراد". وكلمة "استيراد" في عالم الميكانيكية معناها قطع غيار مستعملة ولكن اصلية على خلاف قطع الغيار الجديدة التي تكون من صناعة محلية او صناعة دولة غير بلد منشأ السيارة وغالبا ما تكون رديئة ويصيبها التلف بعد ايام ويعود صاحب السيارة لنفس الدائرة. وقطع الغيار الاصلي تكون اما في عزبة شلبي بالمطرية او في وكالة البلح في وسط البلد. واستيراد السيارات التي يتم تفكيكها وتقطيعها في اوروبا وشحن اجزائها الى مصر هي تجارة كبيرة وهي تساعد في استمرار الكثير من السيارات على الطرق والتي لولاها لتوقفت تماما عن الحركة.
|
محمد علي |
وفي الوقت الذي نواجه مأزق الرئاسة ونتجه الى وضع مصر بين يدي رئيس لا نعرف كيف سيدير الامور، مثل قطعة الغيار التي لم يتم تجربتها، خطر لي ان نختار رئيسا اثبت باستعماله انه رئيس اصلي ولم يتم اختياره على عجل لمجرد سد حاجة السوق المؤقتة.
واجواء المؤامرت والترتيبات والالتفافات والتسريبات، التي تحيط باختيار الرئيس وترشيحه، تشبه الى حد كبير ما يتم في عالم الرياضة البدنية وكواليس الاتحادات الرياضية العالمية، ولا توحي ابدا باننا بصدد اختيار رئيس يفترض انه سيقود هذا البلد في مرحلة حرجة من تاريخه. والخطاب السائد وحتى المصطلحات المستخدمة توحي باننا دولة تدفع بحصان ليمثلها في سباق دولي للخيول الجامحة او تعد ملفها لينال استحسان الفيفا وتقوم بالتربيطات اللازمة حتى لا تفلت منها فرصة تنظم المونديال وتخرج بالصفر اياه.
|
لولا دا سيلفا |
وفي وسط هذه الاجواء وبسبب اللبس الغريب في فهم مهمة الرئيس او الزعيم وارتباطها في تاريخنا الطويل بالجاه والعز والثراء اللامحدود والقوة المطلقة والسلطة المنفلتة من كل قيد، يجد كل شخص انه مؤهل ولديه الكفاءة لقيادة مصر بغض النظر عن المؤهلات المتوافرة لديه للقيام بالمهمة. والقيادة في مصر والعالم العربي بصفة عامة لها مفهوم مختلف عن العالم اجمع.
ويخرج علينا مذيع صغير او صحفي لا يعرف حتى كيف يكتب خبرا بسيطا عن انقلاب مقطورة على الطريق الزراعي، او موظف في الارشيف فيهمس لنا بان الحزب الفلاني "يتوسل اليه منذ ايام" ان يتفضل بترشيح نفسه للرئاسة وانهم تعهدوا بدعمه ودفع تكاليف الحملة من الالف الى الياء، ولكنه "وله العذر كل العذر" يحب الجلوس مع زوجته وابنته الصغيرة امام التلفزيون، وليس لديه طاقة لاحتمال هموم الرئاسة، ثم انه – بشهادة ساعي المصلحة لديهم – فيه الكثير من سمات الفنانين، وانطلاق الفنان وحريته التي يقدسها يتعارضان تماما مع ما يفرضه المنصب من صرامة وعبوس. ولولا ذلك لما بخل علينا الرجل بجهده ولصعد بنا في فترة يتيمة واحدة الى مصاف الدول العظمى.
وهناك مرشحون لا نعرف عنهم شيئا مثل شخص يرسل لك برسالة بالبريد الالكتروني ويخاطبك بانه خادم الشعب. ويعرفك بنفسه ويرسم لك برنامجا تعليميا ربما لا تكفيه كل موارد الدولة، لتخريج مهندسين اكفاء ثم يعرج على خطته الخطيرة لانعاش اقتصاد مصر وذلك عن طريق تحويل الزلط الموجود في جبال مصر الى معادن نفيسة بخلطة سرية هو الوحيد الذي يعرفها. وفكرة ان الرئيس هو خادم الشعب هي فكرة طيبة وجديدة في الثقافة السياسية العربية، وهي تشير فيما تشير الى اننا يمكن ان تتطور ويمكن ان نلحق بالاخرين، فالرئيس كان على الدوام سيد الشعب والمتحكم فيه والمتسلط عليه بلا منازع.
هؤلاء كثيرون وهم لا ضرر منهم. والجانب الاكبر من هؤلاء كانوا في الاصل مرشحين قبل ذلك لمجلس الشعب وتحولوا الى الشوري بعد ان فاتهم قطار الشعب ثم تحولوا الى خدمة الشعب كله عن طريق الترشح للرئاسة عندما فاتهم قطار الشعب والشورى.
ولكن اذا نظرنا الى ابرز مرشحي الرئاسة في مصر الان سنجد ان اكثرهم لايصلحون الا ان يكونوا مجرد مرشحين. عمرو موسى مثلا لا هو افلح كوزير خارجية لمصر ولا امين عام للجامعة العربية والوحيد الذي يرى انه يصلح لاي شيء هو شعبان عبد الرحيم. واراء عبدالرحيم السياسية لا يعول عليها كثيرا. ولعلنا نذكر المقالة التي كتبها سلامة احمد سلامة متعه الله بالصحة والعافية من سنوات عندما تم ترشيح موسى للجامعة العربية وابعاده من وزارة الخارجية المصرية. قال سلامة وقتها ان الناس في مصر وصلت بها السذاجة ان تعتقد ان مبارك ابعد موسى من الخارجية بسبب اغنية شعبان عبدالرحيم ولكن ما قصده سلامة هو انه اراد ان يؤكد ذلك باعتباره حقيقة لاشك فيها.
|
محمد نجيب |
وربما يصلح عمرو موسى رئيسا لمجلس محلي في قرية او متحدثا باسم حزب من الاحزاب الصغيرة التي تزحم الساحة المصرية الان. ولكن رئاسة مصر بعد كل هذا العك مع نظام مبارك على مدى عقود؟!.
اما المرشح الثاني وهو اللواء الدكتور الطيار وزير الطيران ورئيس مجلس الوزراء الاسبق (ارجو ان يعذرني اذا كنت قد نسيت شيئا من القاب سيادته) احمد شفيق، فان ترشيحه نفسه هو دليل على الاستخفاف بعقول الشعب فالرجل يجب ان يكون مقيما في طرة الان يرتع مع ابناء صديقه. هل نسى المصريون ان شفيق، ناهيك عن عشرات البلاغات المقدمة الى النائب العام والتي حفظها لغرض في نفس يعقوب، هو المسئول عن فتح البنوك وتهريب عشرات المليارات في الايام الحرجة من الثورة المصرية. كيف يتوقع المصريون ان يقودهم شخص كذلك.
اطرف ما في الامر ان شفيق استأذن المشير طنطاوي باعتباره المتصرف في شؤون المحروسة، في الترشح. وكان المشير سخيا معه فإذن له. وعرفانا بالجميل صرح شفيق بان المشير سيكون في موقع ارفع بعد توليه الرئاسة. الرجلان ببساطة يجاملان بعضهما بمنطق صاحب العزبة وناظرها اما الشعب فكان الله في عونه. ولكننا لا ندري حقيقة اذا ما كان المشير الذي بلغ من العمر ارذله مازال يطمح الى تولي منصب نائب رئيس او رئيس وزراء بعد هذا العمر المديد في خدمة الوطن الذي توجه بأياديه البيضاء على الثورة.
المرشح الثالث سليم العوا لا يصلح سوى لادارة مصلحة حكومية على الا يزيد عدد موظفيها عن عشرة موظفين. الشيخ صلاح ابو اسماعيل خطيب مفوه وبليغ في صلاة الجمعة ومن الافضل ان يظل كذلك.
ولا اريد ان اتحدث عن بقية المرشحين وقد اصبحوا بالعشرات وربما المئات وربما نندهش عند التقدم الفعلي للترشح انهم وصلوا الى الالاف، كثيرون منهم لا لهم في الغير ولا في النفير، ولكنهم يتطلعون على الاقل الى الخروج المشرف بلقب مرشح رئاسة سابق. وهو لقب ان لم يوفر أي قدر من الحصانة، فهو يضفي عليهم نوع من الاحترام في نظر البسطاء.
ومع احتدام الجدل حول انتخابات الرئاسة ومرشحيها وتباريهم وتصارعهم وتنابذهم والاجتماعات التي تعقد في غرف مغلقة والمرشحون الذين يتم تجهيزهم بعيدا عن الضوء حتى لا يحترقوا بلهب الشائعات، الى ان يتسنى لهم ان ينزلوا سوق الرئاسة بكل قوتهم وجدتهم ورونقهم- خطرت لي فكرة ان تختار مصر مرشحا اصليا.
ولنا ان نتخيل كيف ستكون صدمة المصريين بعد كل هذه الدماء التي اريقت في الثورة والاصابات والمعاناة والالام والاحباطات والاحلام والامال والتطلعات التي تتلاطم في سماء البلاد منذ اكثر من عام، عندما تستقر مصر في نهاية المطاف في احضان شخص مثل شفيق او موسى. معنى ذلك ببساطة اننا سنكون في حاجة الى ثورة اخرى قبل ان ينهي فترته الرئاسية الاولى وربما فور تنصيبه. ومعنى ذلك اننا لا يجب ان نتوقع أي تغيير الى الافضل بل علينا ان نتقبل ونقبل ونتوقع التغيير دوما الى الاسوا والابشع. واذا كان هؤلاء لم يفلحوا في شيء فهل يفلحون في قيادة دولة في اعقاب ثورة ترمي الى التخلص من كل ما هو بال ورث ولا قيمة له في الحياة.
البرادعي اثر الانسحاب عندما رأى الجو ملبدا بالغيوم والمرشحون الذين يمكن ان تقول انهم يتوفر لهم الحد الادنى من المؤهلات مثل عبدالمنعم ابو الفتوح يسيرون على درب البرادعي وربما ينتهون نفس النهاية.
أذن من يصلح رئيسا لمصر؟
لنتفق اولا على ان المصريين ظلوا بعيدين عن حكم مصر نحو الفي عام وعندما بدأوا حكم البلاد وكان ذلك بعد ثورة عام 1952، وصلت البلاد الى ما هي عليه الان بعد ثلاثة رؤساء متعاقبين سبقهم مجلس قيادة ثورة وجاء في اعقابهم مجلس عسكري، اذا تجاوزنا عن الفترة القصيرة التي ادار فيها البلاد محمد نجيب. وكلنا نذكر بالطبع ان المصريين عندما نجحوا في خلع حاكم لاول مرة في تاريخهم وهو خورشيد باشا لم يختاروا واحدا منهم وانما اختاروا محمد علي الالباني واستطاعوا فرضه على الباب العالي. أي ان المصريين عندما فلحوا في ترشيح زعيم للمرة الاولى من على الاراضي المصرية اختاروه ألبانيا من الحامية التركية في مصر.
ويقال ان عمر مكرم نقيب الاشراف في ثنايا عرضه الامر على محمد على قال له ما معناه "اننا معشر المصريين لا نصلح للحكم". ولا ادري ما اذا كان قد حدث أي تغيير منذ عهد محمد على حتى يومنا هذا.
والذين يتحدثون عن محمد علي باعتباره باني مصر الحديثه (وهو بالمناسبة نفس اللقب الذي جاد به الصحفيون المنافقون على مبارك) يتجاهلون الظلم والمرارة التي عاش فيها المصريون في عهده. وهناك الكثير من الدراسات التي توثق لهروب الفلاحين من اراضيهم وهجرهم لها في عهده بسبب الاعباء الباهظة التي فرضت عليهم.
أي ان السواد الاعظم من الشعب المصري لم ير الراحة ابدا لا في عهد الحكام المصريين او الاجانب سواء على ايام الفراعنة او بعدها وصولا الى حكم المصريين في القرن العشرين والحادي والعشرين. ولعل حكم مبارك كان هو الاسوا بامتياز.
واصل الى الفكرة الهامة والتي هي محور هذا الموضوع وهي ان مصر ربما كانت بحاجة الى رئيس "استيراد"، أي رئيس يكون عمل من قبل رئيسا او رئيس وزراء في دولة اخرى. وانا اعرف ان المصريين قد لا يتقبلون هذه الفكرة بسهولة ولكن اذا كنا نؤمن بالأخوة الانسانية وبان هدفنا في البداية والنهاية هي مصلحة هذا الشعب ورفاهيته فعلينا ان ندرس هذه الفكرة جيدا. وسوف تثبت لكم الايام سواء قبلتوها او رفضتوها انني كنت على صواب.
|
عمر مكرم |
ما هي مزايا الرئيس "الاستيراد"؟.
الرئيس الاستيراد لن يكون خاضعا لنفس التوازنات والتجاذبات الداخلية التي يبدو انها ستشوه بل وربما تعرقل عملية انتخاب بل وعمل رئيس مصري مناسب للمرحلة. ومن المؤكد اننا لن نذهب لاختيار أي رئيس ليحكمنا بل سنختار رجلا لديه سجل متميز في حكم بلده وله انجازات واضحة. وجدير بالذكر ان مثل هذه الامور متبعة في عالم الرياضة فتجد لاعبا من زيمباوي يلعب في شمال افريقيا او من جنوب افريقيا يلعب في فرنسا وهكذا.
واذا كانت هذه الامور مسموحا بها في عالم الرياضة فمن باب اولى ان يكون مسموحا بها في عالم السياسة لارتباطه اكثر بضرورات الحياة وتنظيم شؤون العباد ومصالحهم من عالم الرياضة ولتوقف امور وانشطة اخرى كثيرة عليه.
والواقع انني نظرت في قادة الدول الاخرى ورأيت ان افضلهم بالنسبة لمصر هو ايناسيو لولا دا سيلفا رئيس البرازيل الذي تقاعد بعد فترتي حكم في عام 2010. ولو قرأنا سجل الرجل في بلاده وعرفنا مكانته الدولية لما ترددنا للحظة في الاتيان به. والرجل والحق يقال حقق ما يشبه المعجزة في بلاده. ففي الوقت الذي هبط فيه مبارك باكثر من 30 مليون مصري الى هوة الفقر على مدى 30 عاما نجح الرجل في انتزاع اكثر من 20 مليون في بلاده من براثن الفقر وجعل من بلاده لاعبا لا يستهان به على المسرح الدولي.
وعندما تقاعد الرجل من حكم بلاده كانت نسبة تأييده اكثر من 90 في المئة وهي شعبية ربما لا تعد مسبوقة. ولكنه لم يجدد لفترة ثالثة رغم التأييد الجارف له، ربما لان احدا في بلاده لم يلفت نظره الى امكانية تعديل الدستور او لانه لم يجد شخصا في حذق ومهارة الدكتور سرور لكي يعهد اليه بهذه المهمة الصعبة.
ولولا دا سيلفا ليس خبيرا اقتصاديا بل انه لم يتعلم القراءة والكتابة الا بعد ان بلغ العاشرة من عمره وترك الدراسة في الصف الرابع الابتدائي وذاق الامرين في طفولته ونزل الى سوق العمل وهو في الثانية عشر من عمره فكان يقوم بتلميع الأحذية وبيع السلع في الشوارع وفي التاسعة عشر من عمره قطع اصبع يده الاصغر اثناء العمل على ماكينة.
ولم نسمع انه فتح صناديق لجمع تبرعات من الفقراء لسداد الديون التي انفقت على الاغنياء او غيرها بل انه وضع الكثير من البرامج للارتفاع بالفقراء. وبدأ دا سيلفا باختيار فريق من الاقتصاديين الاكفاء الذين لم يكن يشغل كل منهم حجم الامتيازات والعلاوات والهبرة التي سيخرج بها. ولم يشتهر عن احد منهم ترديد البيت الشهير للخيام من ترجمة رامي (بتصرف):
ما اضيع اليوم الذي مر بي من غير ان انهب وان اسرق
ولم يسمع عن دا سيلفا انه كان يعير مواطنيه صباحا ومساء بخصوبتهم الزائدة والافراط في النسل ولم يعرف انه وقف يوما ليقول لهم على الملأ "ها اجيب لكم منين؟"، في الوقت الذي يرفل فيه اعوانه في النعيم عن طريق السرقة والنهب والهبش وليس العمل الشريف.
ودا سيلفا من العالم الثالث مثلنا ومن ثم فانه لن يأتي محملا بعبء الرجل الابيض ويخدمنا متفضلا علينا، بل انه سيشعر انه واحد منا. واذا كان للبعض اعتراضات بان الرجل لا يعرف الثقافة المصرية فسوف نلف به الاسواق كلها لكي يعرف ثمن البط والجرجير والفجل والخس وننظم له محاضرات مع توفيق عكاشة لكي يعلمه، ونأخذه الى اسطبل عنتر وعزبة ابو حشيش وبطن البقرة ومنشية ناصر وكل عشوائيات مصر لكي يعرف ثقل العبء الملقى على كاهله.
وعلينا ان نعجل قبل فوات الاوان ولا يجب ان ننسى ان هناك اجراءات ستستغرق بعض الوقت مثل منحه الجنسية المصرية واعداد اوراق ترشيحه وربما ايضا استئذان المشير.
ويمكن ان يستمر معنا دا سيلفا فترة واحدة حتى نتعلم منه ثم نعطيه مكافأة نهاية الخدمة ونرسله مكرما الى بلاده. ولكن علينا ان نشترط عليه الا يأخذ بدل سفر كذلك الذي كان يأخذه عصام شرف والبالغ اربعة الاف دولار في الليلة، والا فان الرجل سيدير شؤوننا من خارج مصر.
ولكن ما الذي سيعلمنا دا سيلفا؟. وما هو الفارق بين الرئيس البرازيلي السابق وشخص مثل مبارك؟ الفارق ليس في التعليم ولا في الخبرة ولكن الفارق الكبير هو حب الوطن وحب الاخرين والرغبة في اسعادهم والعمل على رفاهيتهم وليس نهبهم واذلالهم. وهذا هو ما يؤهل الناس لاحتلال مكانها في التاريخ وليس في مزابله.