الصفحات

الخميس، نوفمبر 15، 2012

مرسي واسرائيل يخطفان الاضواء من هيفاء وهبي

 
هيفاء
كان خبر طلاق المطربة اللبنانية المثيرة للجدل والخيال هيفاء وهبي من رجل الحديد المصري احمد ابو هشيمة هو الخبر الي سيطر على الاوساط الاعلامية العربية كلها وطغي على اخبار دول الربيع العربي وحتى دول الخريف والشتاء واصبح هو الخبر المهيمن على الساحة. وتباينت الاقاويل والاراء والانباء حول اسباب الطلاق ومبرراته وما يمكن ان يسفر عنه وتداعياته على المدى الطويل والقصير وحتى المتوسط.

وقيل من بين ما قيل ان هيفاء حضرت حفلا على سفينة مملوكة لملك البحرين وان الملك ضايقها. وعندما يقال لفظ ضايقها عن هيفاء لمواطن عربي طبيعي فهذا معناه الفوري انه تحرش بها. ولكن هل الملك الذي يعد عرشه على كف عفريت منذ فبراير 2011 والذي لا تنسى ايران ان تقول كل اسبوع مرة واحدة على الاقل ان بلاده جزء من اراضيها وانها ستضمها اليها، لديه الوقت وفراغ البال والشهية "للصرمحة" وراء الجميلات، وهيفاء تحديدا. 

قيل ايضا ان ابو هشيمة مرشح للعب دور كبير في عالم البيزنس في عهد الاخوان وانهم اسروا له بان وضعه الاجتماعي وبالتالي وضعه في عالم البيزنس سيتأثر كثيرا بكونه زوج لسيدة مثل هيفاء. ولكن اذا كان ابو هشيمة يحبها فعلا فهل يضحي بها من اجل صفقة او حفنة من المال حتى وان كانت حفنة هرقل؟. زواج المال والفن الذي يحركه في الغالب الجشع وحب المظاهر سرعان ما ينتهي نهاية سيئة ولعل من اسوأ النماذج وابشعها علاقة أيمن السويدي بالفنانة التونسية ذكرى والتي انتهت نهاية فاجعة.

نتنياهو رئيس وزراء اسرائييل
ومهما كانت الاسباب خلف طلاق هيفاء فلاشك ان الاجيال التالية ستحسدنا كثيرا على اننا عشنا ايام زواج هيفاء وعشنا ايام طلاقها ايضا. غير ان الخبر الهام جدا مالبث ان توارى قبل اقل من اسبوع من انهماك المحللين والمنظرين فيه عندما قامت اسرائيل بغارات مجنونة على غزة انتقاما لصواريخ يطلقها الفلسطينيون من غير المتصور ان تقتل عنزة لو اصابتها اصابة مباشرة ويسمون ذلك من قبيل الفضفضة عن النفس "جهادا"، موقنين ان هذه الصواريخ التي تشبه صواريخ الافراح لدينا سوف تقض مضاجع الاسرائيليين وتقلق نومهم فيحملوا عصاهم ويرحلوا الى حيث ألقت ويتم تطهير البلاد منهم. غير ان الاسرائيليين ردوا على "الالعاب النارية" المنطلقة من غزة بوحشية مطلقة. وتدخلت مصر وحاولت تهدئة الامور وهددت بانها ستسحب سفيرها. وبدلا من ان تحاول اسرائيل - على غرار امريكا - ان تتماشى مع الاخوان اذ بها بلغة هيفاء وهبي تضغط على "الواوا" لدى الاخوان في غزة. وبعد ان هدأت اسرائيل قليلا ريثما تقيم الامور وترجع في شأن التهديد المصريالى العم سام - الذي يبدو انه قال لهم ان مرسي في جيبه ولا ضير منه – عادت الى شن غارات اكثر بربرية وهمجية على غزة.

سحب السفير المصري من اسرائيل الذي هلل له البعض باعتبار انه فتح عظيم و"امجاد ياعرب امجاد" شيء طبيعي جدا وعادي جدا ويمكن ان يعود السفير الى اسرائيل مرة اخرى في أي وقت بعد مكالمة من الحاج اوباما يطيب فيها خاطر مرسي ويعده بانه سيبذل قصارى جهده لحل القضية الفلسطينية قبل ان يعدل الدستور الامريكي ويرشح نفسه للفترة الثالثة.

العرب الذين يتمرغ الغرب في اموالهم بلغ بهم التداعي والهوان ان يهللوا لسحب السفير المصري من اسرائيل باعتباره انتصار. مصر في النهاية تتصرف داخل اطر وكوابح ضيقة للغاية وهي مرغمة على التمسك باتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية رغم انفها لان التخلي عن المعاهدة يعني الدخول في حرب مع جيران برابرة وهمج. كذلك فمصر ليست لديها ادوات ضغط اقتصادية ولا دبلوماسية كبيرة واقصى ما في وسعها ان تسحب السفير او تطلب من واشنطن الضغط على اسرائيل. وهكذا فالسفير الذي ذهب الى اسرائيل بخطاب من مرسي اثار الكثير من الجدل لعاطفيته وحرارته المفرطة تجاه اسرائيل يعود مرة اخرى الى مصر بسبب طيش بعض ابناء غزة الذين ضاق مفهوم الجهاد لديهم حتى اصبح فرقعة بمب وبربرية الاسرائيليين الذين دانت لهم الارض وبلغوا حدا من الرفاهية حتى اصبحوا يضيقون بصوت انفجارات صواريخ الافراح امام منازلهم.

ليست هناك تعليقات: