الصفحات

الاثنين، ديسمبر 26، 2011











"البرادعي عميل لي امريكا"


اذا اردت ان تبحث عن اسوأ شخصية في مصر فربما لا تجد اسوأ من محمد البرادعي، فالرجل عميل لامريكا وبالتبعية فهو عميل لاسرائيل بل هو لا يتورع ان يكون في نفس الوقت عميلا لخصمتهما اللدود ايران. وهناك ادلة على ان البرادعي ايضا عميل لنيبال وارمينيا وطاجيكستان وجزر كايمان وجزر القمر وبليز وربما لم يترك دولة في المعمورة الا وكان له فيها ظل من العمالة.


وانباء عمالة البرادعي تسير بذكرها الركبان وهي من الامور المسلم بها ويعرفها الصغير والكبير من ابناء هذا الشعب الكادح الذي جاء الرجل ليسرق ثورته بعد سنوات من الكفاح الصعب والمرير والتضحيات الهائلة. ولكن هيهات فقد وقف له المجلس العسكري، حامي الثورة وراعيها وتوفيق عكاشة حليف المجلس الاول، له بالمرصاد.


وهل نسينا ان البرادعي هو الذي مهد لضرب افغانستان عندما اقنع الامريكيين بان بن لادن انشأ محطة نووية اسفل جبال تورا بورا وانه على وشك تصنيع اسلحة. وقبل ان تجف دماء الافغان قاد البرادعي الامريكيين الى العراق وهو الان يحاول ان يأتي بالامريكيين الى مصر ربما ليحتلوها ويقسموها وينهبوا نفطها وخيراتها وثرواتها التي كدح نظام مبارك على مراكمتها لاجيال هذا الشعب الفقير على مدى 30 عاما.


والعنوان اعلاه الذي وجدته مكتوبا على احد الجدران في منطقة شعبية، يكشف ربما عن القدرات الذهنية والفكرية الخارقة لخصوم البرادعي، فقد اصبح شخص لا يعرف حتى كتابة جملة بسيطة خبيرا في الشؤون السياسية وحكما في امور العمالة والوطنية.


تعرض البرادعي لحملة تشويه كبيرة في عهد النظام البائد وما زلت اتذكر مراسل الاهرام في فيينا حيث اعلن البرادعي انه سيرشح نفسه للرئاسة في مصر. لقد حملت عليه الصحيفة واتهمته بانه دائم العداء لمصر وكأن تطلع مواطن مصري الى موقع انتخابي في بلده يصب في خانة العمالة. وكان ذلك صحيحا وقتها فقد كان طيب الذكر النائم في المركز الطبي الان يشغل المنصب انذاك والمحروس ابنه ينتظر ترجل ابيه ليأخذ دوره في ركوب مصر.


وبدأت حملة الهجوم ضارية على الرجل ثم وقع الاكتشاف الخطير والذي لم تكن اعتى اجهزة المخابرات في العالم لتتوصل اليه وهو ان البرادعي يسمح لابنته بان تنزل البحر بملابس والعياذ بالله، وقامت الدنيا ولم تقعد ولم يعتذر البرادعي بل اعتبرها من الامور العادية.


ولكن هل يمكننا ان نعلل لماذا تستمر الحملة رغم ان تظام مبارك غار في داهية. الحقيقة ان شيئا لم يتغير فقد ذهب مبارك ولكنه ترك الساحة لتلاميذه وهم ألعن منه. كذلك لم يتغير البرادعي لان لديه ثوابت لا يقبل التنازل عنها. وكان من المأمول ان يحاول المجلس العسكري الاستفادة منه في ادارة الفترة الانتقالية. ولكن المجلس تجاهله كما تجاهل اخرين من الشرفاء واختار الجنزوري لنفس الاسباب الازلية التي استخرج من اجلها السادات شخص مثل صفوت الشريف ونفض عنه ما علق به من غبار القوادة وجعله من ابرز رجاله وسار مبارك على نهجه.


ونظرية العين المكسورة التي يؤمن بها المجلس العسكري تؤتي ثمارها فقد خرج الجنزوري علينا بعد احداث مجلس الوزراء ينكر وينفي ان يكون افراد الشرطة او الجيش قاموا باي عنف في الوقت الذي بثت فيه كل تلفزيونات العالم الفضائح مما اجبر الجيش نفسه على الاعتذار عن تجاوزات الشرطة العسكرية. والواقع ان الجنزوري بعد ان بدأ بداية كان يمكن ان تجعل كثيرين يتغاضون عن كونه جزءا من نظام مبارك وعليه علامات استفهام كبيرة اذ به يخوض في متاهة غريبة زادت نفور الناس منه، وجعله اعتذار المجلس العسكري يظهر بمظهر من هو اكثر ملكية من الملك.


الهجوم على البرادعي اصبح فقرة ثابتة من ريبورتوار نشامى العباسية (مما يوحي بان مدلولات اسم العباسية في الذاكرة المصرية ليست بعيدة عن الصحة في حالتهم) مصحوبا بسوق اتهامات تتسم بالجهل والغباء بمباركة من اطراف كثيرة وكلها لا يخيفها من البرادعي سوى انه لا يوجد في سجله ما يدينه ويمكن اتخاذه مدخلا للتفاوض معه. ومجتمع لا يبحث عمن يقوده الا بين الموصومين واصحاب العيون المكسورة والعاهات هو مجتمع لا يرجى له نفع ولا يؤمل منه تقدم.


مصر طوال تاريخها تقريبا كانت رهينة لمصالح فئة معينة تسيطر على مقاليد الحكم وتسير الامور فيها وفقا لهواها وبما يسخر كل طاقات البلاد وامكانياتها في نهاية المطاف لخدمة اهدافها ومراميها. هذا الامر يجب ان يتوقف بعد الثورة ويجب ان تكون هناك قطيعة كاملة معه.


واستغلال جهل البسطاء ومشاعرهم والتلاعب بافكارهم وتوجيهها على نحو مضلل وخاطيء (كما حدث في الانتخابات) هو امر غير كريم وغير محترم ولا اعتقد ان من يفعل ذلك يمكن ان يفيد البلاد مهما كان المنطق الذي يحركه.


ان محاولة ابعاد البرادعي عن المشهد السياسي عن طريق تشويهه وتشويش افكار الناس لن تضر بالبرادعي وانما ستكون خسارة لمصر اولا واخيرا.





ليست هناك تعليقات: