الصفحات

الجمعة، أبريل 01، 2011




سرور يدخل التاريخ من الباب الضيق


لا احد يعلم حقيقة هل سعى الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق الى اجراء الحوار الذي نشر في "المصري اليوم" في 24 و25 و26 مارس ام ان الصحيفة هي التي سعت اليه. وعلى أي حال لو كنت مكان الدكتور سرور لرفضت رفضا قاطعا اجراء هذا الحوار الذي نشر على ثلاث حلقات واثار لدينا ذكريات ثلاثيات ورباعيات اخرى لعل اهمها مقالات امين التنظيم احمد عز فى الاهرام بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة والتي عجلت بنهاية النظام.

اقول انني لو كنت مكان الدكتور سرور لتواريت عن اجهزة الاعلام درءا للحرج والسخرية واثارة اشمئزاز الناس، فالدكتور سرور على مدى عقود مثل خلالها جزاء من نظام مبارك لم يعرف عنه يوما انه قال كلمة حق او فعل أي شيء في مصلحة الوطن بل كان يسخر مجلس الشعب وكأنه محلل شرعي لكل ما يفعله النظام. واذا كان يقول ان الحكومة في عصمة مجلس الشعب الا ان الواقع كان خلاف ذلك بالمرة حيث بدا مجلس الشعب في صورة الخادم المطيع للحكومة يأتمر باوامرها وينفذ رغباتها متجاهلا تماما دوره الرقابي. والدكتور سرور ينكر انه كان يقوم بوضع التشريعات المريبة بل كانت تأتيه من الحزب، رغم انه اعترف مرة بان هذا الشعب بحاجة الى من يقوم "بتفصيل" قوانين طيبة له ولم ينكر دوره في القيام بذلك.

اما قوله انه يفكر في اعتزال السياسة فهو لايعدو ان يكون تصريحا عجيبا والاولى به ان يقول انه الاوان لتواريه تماما عن الاعين الى ان يأذن الله له بالرحيل. وامثال الدكتور سرور لايجب باي حال من الاحوال ان يكون لهم أي دور في الحياة السياسية في مصر الجديدة. وليس هنا بالطبع مجال تعديد فظائع الدكتور سرور في خدمة النظام وتدمير مصر فهذه اشياء سيقدمها التاريخ ولكن من الواضح انه لو استمر مبارك في الحكم الى يوم الدين لظل الدكتور سرور يعمل عرابا لنظامه.

وهناك تصريح افلت منه عفوا ولكنه يكشف الى أي مدى كانت النخبة الحاكمة في مصر قبل الثورة تشعر بانها عصابة تدير الدولة، حيث قال لعز انه لو حدث شيئا فلن يكون لديه الوقت الكافي للوصول الى المطار. ولكن الاخر رد عليه ساخرا بانه قد لايجد الوقت للوصول الى ميدان التحرير وهو ما حدث بالفعل.

والدكتور سرور لم يبد أي رغبة للترجل من عربة النظام حتى في اسوأ اللحظات ولم نسمع ابدا من قبل انه هدد بالاستقالة او التقاعد . وفي اول ظهور له في وسائل الإعلام ابان الثورة سارع الى التنديد بحكومة نظيف وحملها المسؤولية عن كل الكوارث ولكنه لم يذكر شيئا عن عز وهو الامر الغريب. كان الدكتور سرور عندئذ يعتقد ان عربة النظام معطلة مؤقتا وان جهود اصلاحها تجري على قدم وساق وانها لن تلبث ان تنطلق ثانية بكل من عليها. واذا كان الرئيس قد اقال حكومة نظيف فلا اقل ان يشيعها باللعنات ويلقي عليها بعبء الكوارث وهو بذلك يغني في نفس الجوقة القديمة. ولكن الذي لم يدركه الدكتور سرور هو ان عربة النظام كانت قد توقفت تماما وان النار لن تلبث ان تنشب فيها وان كل ركابها لن يلبثوا ان يترجلوا منها مجبرين.

ولكني لا اعرف لماذا يطل علينا الدكتور سرور الان. هل هي محاولة لتبرير الذات ام محاولة للعودة الخجولة. كلام الدكتور سرور الذي القى فيه بكل المصائب على رؤس الاخرين يثبت انه لم يكن امينا بالمرة لا في افعاله السابقة اثناء عمله ولا في تصريحاته الحالية للصحيفة. اما تباكيه على خسارته المادية من القضايا الباهظة بسبب تخليه عن مهنة المحاماة فنحن نأسف عليها اكثر منه. ولو كان انشغل بقضاياه الهامة لكان اراح واستراح ووفر على مصر الكثير من العنت والتأخر والفساد.

والدكتور سرور عندما يتحدث تشعر ان دوره في صناعة السياسة المصرية في فترة من احلك فترات التاريخ المصري لم يكن يتجاوز دور موظف صغير في مجلس الشعب يقوم بترتيب الاوراق وادارة الامور ويده مغلولة باللوائح والقوانين وجبروت الاغلببية وعناد عز. لقد ختم الدكتور سرور مسيرته الطويلة في العمل غير الكريم ضد الشعب وضد مصالح الشعب بنفس الطريقة التي انهى بها مبارك نظامه بعد 30 عاما وهي نهاية مستحقة تماما في الحالتين. واذا كان مبارك قد تلفع بصمته المزري في شرم الشيخ مدركا انه لن يجديه نفعا ان يقدم مبررات ومسوغات، فأولى بالدكتور سرور ايضا ان يتوارى عن الأعين ويلزم الصمت، لان السكوت لمن في موقفه ربما كان اثمن من الذهب.

 
 
هذه اول قصيدة نشرتها المجلة بعد زيارة مبارك لمدرسة المساعي المحمودة في المنوفية لاعلان التعديلات الدستورية التي شهدت مصر بعدها اول وآخر انتخابات رئاسية لمبارك:
 
http://tornado75.blogspot.com/2005/09/17-2005.html
 
وهذه القصيدة بعد التعديلات الدستورية لعام 2007 والتي تضمنت المواد سيئة السمعة:
 
http://tornado75.blogspot.com/2007/03/blog-post_24.html

ليست هناك تعليقات: